في دوري أبطال أوروبا لا تكون الغلبة للدول القوية كروياً ولكن لنادي
كبير يمتلك مجموعة من اللاعبين الأكفاء ومدرب على قدر عالي من المرونة
التكتيكية والذكاء داخل وخارج الملعب وهنا حدث ولا حرج عن جوزيه مورينيو
والسير أليكس فيرجسون وجوسيبي جوارديولا.
في أكثر من مرة خلال السنوات العشر الأخيرة وجدنا ثلاث أندية من بلد
واحدة تتنافس في نصف النهائي ففي 2003 كان انترناسيونالي وايه سي ميلان
واليوفنتوس بصحبة ريال مدريد في مربع الذهب.
وفي 2007 تواجد ميلان مع مانشستر يونايتد
وتشيلسي وليفربول وفي 2008 تواجد نفس الثلاثي ولكن في وجود برشلونة وفي
2009 توج برشلونة رغم تأهل المان يونايتد والبلوز وأرسنال لمربع الذهب.
ويدل تواجد الأندية الانجليزية الكبير في الأدوار النهائية للبطولات
الأوروبية في السنوات الأخيرة أكثر من مرة على شيئين أن البطولة الانجليزية
هي فعلياً الأقوى في أوروبا وأن مستوى الأندية الانجليزية قريب للغاية مع
بعضها البعض.
لذا في 2007 و2009 ورغم تواجد ثلاثي انجليزي ذهب اللقب مرة للروسونيري وأخرى للبارسا وفي 2008 عندما تنافس تشيلسي مع مانشستر يونايتد حسمت ركلات الترجيح وحدها اللقب.
ومع حلول ربع نهائي دوري الأبطال الأوروبي للعام الحالي سنجد أنفسنا
أمام مواجهتين محليتين الأولى منها واقعة بالفعل وهي بين المان يونايتد
والبلوز في ربع النهائي والثانية محتملة بين قطبي الكرة العالمية
والاسبانية ريال مدريد وبرشلونة ومنتظر لها نصف النهائي.
ولو تطرقنا للحديث عن أهم المواجهات المحلية في دوري الأبطال خلال
السنوات العشر الاخيرة سنجد أن الرباعي سالف الذكر يتواجد بشدة في الصورة
وله خبرة كبيرة معها ورغم أن تشيلسي هو الأقل تاريخاً اوروبياً بين الأربعة
الا أنه صاحب المواجهات المحلية الأبرز في السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ
مواجهة أرسنال في ربع نهائي 2004 وحتى التغلب على ليفربول في ربع نهائي
2009.
تشيلسيكان موسم 2003-2004 هو بداية مرحلة جديدة في تاريخ تشيلسي بعد شراء
الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش للنادي والتعاقد مع الايطالي كلاوديو
رانيري وضم عدد من اللاعبين مثل جو كول والروماني ادريان موتو.
في هذا الموسم كان تأهل البلوز لربع النهائي يعتبر انجازاً كبيراً بينما
كان ارسنال مرشحاً للتتويج لسجله الرائع في الدوري الانجليزي الممتاز
(برمير ليج) من جانب وأنه بات عقدة للبلوز من جانب آخر وفاز خلال هذا
الموسم ذهاباً اياباً.
ورغم توقع الجميع لتأهل ارسنال بعد التعادل 1-1 في ستامفورد بريدج، الا
أن فرانك لامبارد وواين بريدج قلبا الطاولة على رأس الفرنسي أرسين فينجر
ومواطنه تيري هنري وكتيبة ارسنال المتألقة في تلك الفترة ليحجز البلوز
مقعداً ذهبياً في مربع الذهب.
في 2004-2005 قاد البرتغالي جوزيه مورينيو البلوز للتتويج بالدوري
الانجليزي لأول مرة منذ خمسين عاماً وبفارق نقاط كبير عن العملاق مانشستر
يونايتد الذي خسر ذهاباً اياباً امام البلوز ولم يجد لاعبو المو أي معاناة
في الفوز على ليفربول وتعادلوا مرتين مع ارسنال قبل أن يشكلوا عقدة للجانرز
في السنوات التالية وكان من المتوقع بكل سهولة تأهل البلوز للنهائي خاصة
بعد اقصاء بايرن ميونخ وبرشلونة في دوري الـ8 والـ16، بالاضافة إلى أن
الريدز كانوا الخامس في ترتيب البرمير ليج.
وفاز ليفربول بهدف مشكوك في صحته اياباً عن طريق لويس جارسيا وفشل
البلوز في هز الشباك الحمراء على مدار 180 دقيقة علماً بأن تشيلسي فاز في
هذا الموسم على ليفربول ذهاباً اياباً بنتائج (1-0) و(2-0).
باتت مواجهة تشيلسي وليفربول عادة في السنوات التالية فتقابل الفريقين
في مرحلة المجموعات لدوري أبطال 2005-2006 وتعادلاً 0-0 ذهاباً اياباً ورغم
أن لوائح اليوفا تمنع مواجهة فريقين من نفس البلد في الادوار التمهيدية
الا أن المواجهة جاءت بعد تأهل الريدز الاستثنائي كونه لم يكن ضمن الاربعة
الاوائل في البرمير ليج وحكم عليه وقتها بلعب كل الادوار التمهيدية وعدم
تطبيق القوانين الاعتيادية عليه مثل بقية الفرق.
وفي 2006-2007 تكررت مواجهة نصف النهائي وفاز البلوز بهدف جو كول
والريدز بهدف دانيل اجير لكن ركلات الترجيح ابتسمت للمرة الثانية للاسباني
رفائيل بنيتيز الذي أثبت تفوقاً أوروبيا على مورينيو.
وفي 2007-2008 تقابل تشيلسي مرتين مع فرق انجليزية الاولى كانت في نصف
النهائي المعتاد مع الريدز ونجح وقتها المدرب افرام جرانت في فك عقدة
بنيتيز واقتنص تعادلاً في الدقيقة الاخيرة بالانفيلد رود بفضل هدف سجله
ارين ريزا في مرمى فريقه قبل أن يقتنص فوزاً صعباً 3-2 اياباً.
لكن مانشستر يونايتد حرم البلوز متعة التفوق المحلي في دوري الابطال
وهزمه بركلات الترجيح في النهائي ليجمع لقبي البرمير ليج ودوري ابطال
اوروبا بعد لقاء ماراثوني انتهى بهدفي كريستيانو رونالدو وفرانك لامبارد
1-1.
في موسم 2008-2009 وفي ظل معاناة البلوز مع المدرب افرام جرانت قرر
ابراموفيتش التعاقد مع الهولندي جوس هيدينك مدرب روسيا بصفة مؤقتة حتى
نهاية الموسم وأوقعت قرعة ربع النهائي البلوز في مواجهة الريدز للمرة
الرابعة في خمس سنوات.
ونجح العبقري الهولندي في الفوز 3-1 في الانفيلد رود ليقطع خطوة ناحية
مربع الذهب قبل أن يتعادل الفريقين 4-4 اياباً في أقوى لقاءات الكرة
الانجليزية الاوروبية وهي المباراة المتقلبة التي لم يفلت زمامها من ايدي
هيدينك رغم الاداء الباهر للريدز يومها.
مانشستر يونايتدالتقى مانشستر يونايتد في نهائي دوري ابطال اوروبا 2008 مع تشيلسي وهي
المواجهة التي ستتكرر في ربع نهائي الموسم الحالي ورغم أن كل المؤشرات كانت
تصب في مصلحة الشياطين الحمر الا أن رفاق الألماني مايكل بالاك كانوا في
أفضل الاحوال في هذا اللقاء، لكن براعة الهولندي ادون فان دير سار منحت
اللقب للشياطين الحمر الذين تفوقوا في مسيرتهم على عمالقة من حجم برشلونة
وايه اس روما.
وفي العالم التالي كانت المرة الثانية على التوالي التي يواجه فيها
اليونايتد فريقاً محلياً هو ارسنال وتفوق مانشستر ذهاباً بهدف مايكل كاريك
واياباً وبعد حرب تصريحات معروفة بين فيرجسون وفينجر سجل البرتغالي رونالدو
هدفين ليقود فريقه لفوز كاسح في ملعب الامارات 3-1 في أخر اهداف اليونايتد
بالبطولة قبل الخسارة 2-0 في النهائي من برشلونة.