Massari الإدارة العليــــــا
نقاط الخبرة : 4360 نقاط السٌّمعَة : 1193 عدد المساهمات : 1145 تاريخ الميلاد : 15/06/1985 تاريخ التسجيل : 14/02/2010 العمر : 38 العمل/الترفيه : عالم السندباد مكان الإقامة : المزاج : SMS :
| موضوع: صديقي طبيب اسنان السبت 02 أبريل 2011, 2:47 pm | |
| مسكينٌ الذي يصادق طبيب أسنان! . كلما رآك مبتسماً ؛ تُريه الدُّر المنظومَ بفيك ؛ تأمَّلَ أسنانك طويلاً لا لكي يملأ عينيه من جمالها ويتخيلها عقداً من اللؤلؤ والمرجان ؛ بل لكي يقرر بعدها أن يستضيفك في عيادته ويلجمك ساعة أو أكثر لا يسمع منك كلمةً واحدةً عربيةً فصيحةً ! وإنما يسمع التأوهاتِ والتألم الذي يقطع الفؤاد . فطبيبُ الأسنان كما يقال : هو الذي يأكل رزقه من أفواه الناس .
هذا ما حدث لي تماماً ؛ فقد كنتُ في أمنٍ وأمانٍ ؛ يجري علي رزقي كما أشتهي ؛ أفتحُ فمي لأري الاصدقاء جمال ما بداخله كما أشاء . وأريه المارة في الطريق وأُخرج منه كلمة رقيقة حروفها ( السلام عليكم .. كيف الحال ) .. كما أشاء . آكل ما أشاء كما أشاء متى أشاء . حتى قدر الله تعالى أن اخرج مع الاصدقاء على العشاء ولم اكن اتوقع ان انتقل من ساحه المطعم إلى ضيق غرفة طبيب الأسنان التي لا تتسع إلاَّ لشخصين ونصف الثالث . كلما مر بنا في طيات الكلام طرفة ضحك منها الحاضرون وابتسمت أنا ؛ تأملني صاحبي الذي كان أمامي تماماً ؛ وجهه مقابل وجهي ، وبعد أن قضيت كلامي ؛ وصليت على الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ سلّم عليّ كعادته وقال لي : - أرى لك سنّاً تلوح منه نقطة داكنة اللون .. - أين هي ؟! - في فمك طبعاً ..
فظننت أن الناس كلهم رأوا ما رأى صاحبي ؛ فتركت يديه وهرعت إلى منزلي مسرعاً .. طرقت الباب .. ففتح لي بعد؛ ومن غير سلام ولا كلام و لا عتاب ؛ توجهت للمرآة لأرى المصيبة التي غيرت لون وجهي وامتقع منها حتى أصبح كقشرة الليمون الصفراء ! فإذا بي أجدني أنا أنا لم أتغير .. وعددت أسناني فإذا بها كاملة العدد والعدة ؛ قلَّبت أصابعي داخل فمي فلم أفقد منها شيئاً ؛ ثم تذكرت النقطة التي أشار إليها صاحبي ؛ وإذا هي أيها الأفاضل لا تكاد تُرى بالعين المجردة ؛ ولا تُرى إلا بعين المجهر المكبر ! فكيف رآها صاحبي بعد العشاء .. لا أعلم ! ففكرت فى تلبية دعوته زيارته في عيادته ! . ودعتُ أهلي ثم انطلقت إليه يحدوني الشوق والفرح ؛ على أمل أن أخرج من عيادته سعيدا راضيا * * * استقبلني صاحبي استقبال الفاتحين ؛ ثم أشار إليَّ أن استلق على هذا السرير ؛ فاستلقيت على سرير متعرجٍ متحفزاً كالخائف ؛ وبدأ صاحبي غفر الله له ! يُدخل في فمي ملاعقه وسكاكينه تلك وأنا فاتح فمي لا أنبس ببنت شفة وأنىّ لي ذلك ؟! وحمل في يده آلة محددة الرأس لها صوت يشبه صوت الحفار الذي كنا نراهم ونحن صغار يحفرون به الطريق والجبال ليشقوا فيها الأنفاق طرقاً للسيارات ؛ فأردت أن أُلهيه عني بأي شيء حتى أطلق ساقيَّ للريح فلم أنجح . فوضع حفَّاره المشؤوم ذلك على النقطة السوداء المزعومة في سني وبدأ يحفر ( الله وكيلك ) .. هل جربتم أن تحكوا حديدة خشنة بأطراف أسنانكم بشدة لمدة دقيقة واحدة فقط ؟!.جربوا لتعيشوا موقفي . ظللت على هذا الحال أكثر من ثلث ساعة لا يطلق سراحي إلاَّ للمضمضة إذا شاء ولا يعلم أنني أحياناً أتمضمض سراً ثم أبتلعه مكرهاً؛وكثيراً ما تقع أصابع يده في فمي بالخطأ فأغتنم الفرصة فأطبق عليها أسناني بقوة ثم أعتذر إليه بالإشارة علَّه يفهم ويرحمني ؛ فإذا به يفهم ولا يرحم !. بعدالم شديد قال لي : الحمد لله وضعنا لك الحشوة ! ولا تحتاج الآن إلاَّ إلى تنظيف لأسنانك كلها على الطريقة الطبية عند أخينا ( فلان ) طبيب طيب ! صديق لي أيضاً يبعد عن عيادته متراً واحداً .حاولت أن أختلق عذراً لأعاوده مرة أخرى لا أعلم متى تكون فلم أفلح ؛ فأُرسلت إلى الأشعة وبعدها ... مكثت غير بعيد فإذا بالصديق الآخر يأتيني ويأخذ بيدي ويجرني وهو يقهقه ؛ ولأنه كان بديناً طويلاً مقارنة بي فقد سحبني بلا استئذان فكنت في يده كطفل عمره ثلاث سنوات ! فأدخلني في تلك الغرفة الواسعة جداً حتى إن من سعتها لا يستطيع الداخل إليها رفع راسه ليتمكن من الدخول!. قال لي مثل قول صاحبه من قبل : ( تشابهت قلوبهم ) استلق هنا .. ورحم الله صاحبي الأول في جنب هذا .. كدت أبكي فتذكرت أن عمري قد تعدى العشرين ! فبكيت في داخلي !. أما صاحبي فلم يسكت عن الحديث عن عمله وزوجته التى اثارت جنونه.. ثم أتبع ذلك كله بضحكة مجلجلة تبعث الموتى من قبورهم !. أكثر من نصف ساعة يعمل في فمي أعمالاً إرهابية بحق ؛ لم يترك لي سناً آمل أن آكل به غدائي إلاَّ طرقه وحفره ثم بشرني بما لم يبشرني به صاحبي الأول بأنني محتاج إلى تخديرٍ ! تأمل ! وقال لى تعالى صباح الغد لاتمكن من تنظيف بقية الأسنان . فما رأيكم أيها السادة ؛ أذهب إليه أم أستعير رجلاً أدفع له مرتب شهر ونصف ليذهب نيابة عني ؟. وكيف سيكون حالي لو صادقت طبيباً مختصاً في أمور النساء والولادة ! ماذا كان سيتفتق عنه مُخُّه العبقري تجاهي؟!!. | |
|