عالم 24
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام الي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا Very Happy
إدارة المنتدي
عالم 24
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام الي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا Very Happy
إدارة المنتدي
عالم 24
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ¨°o.O ( عش ما شئت فإنك ميت ) O.o°"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Massari
الإدارة العليــــــا
الإدارة العليــــــا
Massari


نقاط الخبرة : 4360
نقاط السٌّمعَة : 1193
عدد المساهمات : 1145
تاريخ الميلاد : 15/06/1985
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 39
العمل/الترفيه : عالم السندباد
مكان الإقامة : 2
المزاج : ¨°o.O ( عش ما شئت فإنك ميت ) O.o°"  3310
SMS : الغياب ماهو جفا والحضور ماهو وفا الاهم صدق القلوب حتى لو شخص اختفى

¨°o.O ( عش ما شئت فإنك ميت ) O.o°"  Empty
مُساهمةموضوع: ¨°o.O ( عش ما شئت فإنك ميت ) O.o°"    ¨°o.O ( عش ما شئت فإنك ميت ) O.o°"  Emptyالجمعة 23 سبتمبر 2011, 4:10 pm


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدالصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .





أيها الأخوة ، الحقيقة الأولى الموت كفكرة مقبولة ، كل مخلوق يموت ، و لا يبقى إلا ذو العزة و الجبروت :
و الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجـر
والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبــر
***
كفكرة تَقبُّل هذه الفكرة سهل جداً ، أما أن يعيش الإنسان حدث الموت تنخلع له الرقاب ، حدث مرة معي أني كنت ذاهباً إلى أستراليا ، فتحت الانترنيت على الطقس في أستراليا فكان الجواب أن درجة الحرارة ثلاثة أربعة ، كانت الحرارة في الشام تقدر بست و أربعين درجة لأن الصيف هنا وهناك شتاء ، أنا أعيش الحر ، أعيش الحر الذي لا يحتمل وأما ثلاثة أربعة فكرة ، يبدو أن الواقع أقوى من الفكرة ، لم آخذ معي إلا ألبسة صيفية ، فلما وصلت إلى هناك وكان عندي درس الفجر في جامع لاكامبا ، أصابني برد ما ذقته في حياتي ، فاشتريت الألبسة الصوفية هناك ، وكل ما يحتاجه الإنسان في أشد حالات البرد ، هذه الحادثة علمتني شيئاً كثيراً ، الفكرة شيء والواقع شيء آخر ، كلنا نقول سنموت لكن في إحساس أن القضية مطولة ، عمري ثلاثون سنة مثلاً ، هذا أربعون ، هذا خمسون ، لكن لما لا سمح الله ولا قدر يأتي عرض يدنيه من الموت ينخلع قلبه .




لذلك الإنسان بعد أن يؤمن بالله عز وجل الإيمان الصحيح ومعه منهج ، حينما تعانده نفسه ، حينما تأبى عليه طاعة الله عز وجل ، حينما تدفعه إلى شيء لا يرضي الله الذي يلجمها هو الموت ، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( أكثروا من ذكر هادم اللذات ـ مفرق الأحباب ـ مشتت الجماعات )) .
[أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ] .
(( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به )) .
[ أخرجه الشيرازي عن سهل بن سعد و البيهقي عن جابر ] .
(( وإن أكيسكم أكثركم للموت ذكراً ، و أحزمكم أشدكم استعداداً له ، ألا و إن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور ، و الإنابة إلى دار الخلود ، و التزود لسكنى القبور ، و التأهب ليوم النشور )).
[ابن مردويه والبيهقي عن أبي جعفر المدايني[
لذلك حينما تعاندك نفسك ، حينما تتأبى أن تخضع لشرع الله ، حينما تغرم بالدنيا ، حينما تنكب عليها ، حينما تؤثر لذة على طاعة الله ، حينما تؤثر سهرة لا ترضي الله على مجلس علم ، حينما تؤثر دخلاً مشبوهاً كثيراً على دخل قليل وفق منهج الله ، حينما تتأبى النفس أن تخضع لحكم الله :
(( أكثروا من ذكر هادم اللذات ـ مفرق الأحباب ـ مشتت الجماعات )) .
[أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ] .
(( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به )) .
[ أخرجه الشيرازي عن سهل بن سعد و البيهقي عن جابر ] .



أيها الأخوة ، صدقوا أن برنامج تذكر الموت من أفضل الوسائل الفعالة على حمل النفس على طاعة الله ، يعني الإنسان كل يوم يدخل إلى المسجد ليصلي ، لكن هل فكر بشكل جاد وجريء أنه في أحد الأيام سيقرأ الناس نعوته ، ماذا أعددت لهذه الساعة ؟ تدخل إلى المسجد من أجل أن تصلي وهل فكرت أنه في أحد الأيام ستدخل المسجد في نعش ليصلى عليك الصلاة الأخيرة ، كل يوم تخرج من البيت على قدميك فكرت بيوم توضع فيه بالنعش و لن تعود ؟ هذه حقائق ، لا يوجد حقيقة صارخة واضحة جلية بينة أكيدة يقينية كالموت ، بل إن العلم بالموت هو علم اليقين ، والدليل :
( سورة التكاثر ) .
ولا يقول الواحد أنا شاب ، الموت لا يعرف عمراً ، ولا صحة ، ولا مرضاً ، ولا غنىً ، ولا فقراً ، ولا قوة ، ولا ضعفاً :
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس وإن تمنعت بالحجاب و الحــرس
فما تزال سهام الموت نافـــذة في جنب مدرع منها ومتـــرس
أراك لست وقافاً ولا حــــذراً كالحاطب الخابط الأعواد في الغلس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكـها إن السفينة لا تجري على اليــبس
***
أحد كبار علماء دمشق الكبار حدثني أحد طلابه الأعزاء قال لي : كان شيخنا يزور قبره كل خميس لسنوات عديدة قبل أن يموت ، اشترى القبر والشاهدة كتب عليها أما التاريخ فارغ ، كل خميس يزور هذا القبر ، أحد الصالحين حفر في صحن داره قبراً ، وصار يضطجع فيه كل يوم خميس ، ويتلو قوله تعالى :
(سورة المؤمنون) .
فيخاطب نفسه ويقول : قومي لقد أرجعناك .

أيها الأخوة ، والله نصحت نفسي قديماً وهذا فعلته وأنصحكم الآن أن تكثروا ذكر هادم اللذات ، مفرق الأحباب ، مشتت الجماعات ، أنا قبل سنة أو أكثر بعض الأخوة الكرام وأنا أحبهم والله وأكبرهم صلى أحدهم الظهر إماماً وكان بعد العصر تحت التراب ، خلال شهرين أو ثلاثة بعض الأخوة الكرام ، بعضهم يعمل في المساجد ، بعضهم يعمل في أعمال طيبة ، لكن الظهر صلاه حاضراً وبعد العصر كان تحت التراب ، لذلك قالوا : ومن عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت .
أيها الأخوة ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر)) .
[ مسلم عن أبي هريرة ] .



أحد أكبر الأخطار النفسية طول الأمل ، والقصة التي رويتها عشرات المرات التقيت مع شخص ، والله بشكل مختصر حدثني عما سيفعل في عشرين سنة قادمة يريد أن يسافر ، وقد طلب إعارة للجزائر ، ووافقوا له ، قال لي : لا أريد الرجوع في الصيف ، أريد أن أمضي صيفاً في باريس ، وصيفاً في إسبانية ، وصيفاً في إيطالية ، وصيفاً في بريطانية ، قال لي : أريد أن أرى البلاد ، وأرى متاحفها ، وأرى ريفها ، و حضارتها ، وبعد خمس سنوات أرجع فأقدم استقالتي وآخذ التقاعد ، وعندما آتي أكون قد حصّلت مبلغاً من هذا السفر ، افتح محل تحف ، ويكون أولاده قد كبروا ، والله حدثني عن عشرين سنة قادمة ، وانتهى اللقاء ، وفي المساء قرأت نعوته في اليوم نفسه :
و الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجـر
والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبــر
***
و كل ابن أنثى و إن طالت سلامته يومـاً على آلة حدباء محمول
فإذا حملت إلى القبـور جنــازة فاعلم بأنك بعدهــا محمول
***



الحديث الآخر :
(( أكثروا ذكر هاذم اللذات ، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه‏)) .
[ البزار عن أنس ] .
الذي معه ملايين مملينة لن يأخذ معه إلا الكفن وقماش رخيص جداً ، والذي يعاني ما يعاني الموت تحل به المشكلة ، الموت ينهي كل شيء ، ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، ينهي غنى الغني ، وفقر الفقير ، ينهي صحة الصحيح ، ومرض المريض ، ينهي وسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، ينهي كل شيء ، إذاً :
(( فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه‏)) .
[ البزار عن أنس ] .
(( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقام رجل من الأنصار : يا نبي الله من أكيس الناس وأحزم الناس؟ ـ أي من أعقل الناس وأكرم الناس ؟ـ قال : أكثرهم ذكراً للموت ، وأكثرهم استعداداً للموت ، أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة ‏)) .
[ الطبراني عن ابن عمر] .
(( الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ، ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ )) .
[ أخرجه ابن ماجه عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ] .

كان سيدنا عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء ، ويتذاكرون الموت ، والقيامة ، والآخرة ، ثم يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة .



مرة والله أيها الأخوة ، شيعنا أحد الأخوة الكرام لما وضع في القبر ، ووضعت فوق الفتحة الحجر الذي يغطيها ، ثم أهيل التراب عليه ، والله الذي لا إله إلا هو ما وجدت على وجه الأرض إنساناً أعقل ممن يعد لهذه الساعة التي لابدّ منها .
قالت صفية رضي الله عنها :
(( إن امرأة اشتكت إلى عائشة رضي الله عنها قساوة قلبها ـ يقرأ الإنسان قرآناً لا يبكي ، يسمع موعظة مؤثرة لا يبكي ، قسوة قلب ـ فقالت لها : أكثري ذكر الموت يرق قلبك ، ففعلت فرق قلبها )) .
[ إحياء علوم الدين عن صفية ] .

معنى فلان قلبه رقيق أي دمعته جاهزة ، يقرأ القرآن الكريم يبكي ، بالصلاة يبكي ، يشعر بخشوع ، يدعو الله عز وجل يشعر بميل إلى الله ، معنى ذلك أن القلب حي ، أما إذا ما شعر بشيء إطلاقاً لا بصلاته ، ولا بدعائه ، ولا بقراءته ، ولا بذكره ، ولا على أثر خطبة ، ولا على أثر درس ، نقول : قلبه قاس .


رجل سأل عالماً ما دواء قسوة القلب ؟ فأمره بعيادة المرضى ، وتشييع الجنائز ، كلكم شيع جنازة ، يوضع النعش على قبرين ، يرفع الغطاء ، يحمل الميت ، يوضع في القبر ، توضع البلاطة ، يهال التراب ، والملف انتهى إما إلى جنة يدوم نعيمها أو إلى نار لا ينفذ عذابها .
(( فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار )) .
[الجامع الصغير] .
في كتاب الإحياء كلمة دقيقة ، الإمام الغزالي يخاطب نفسه يقول يا نفس ، لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ طبيب إنسان يحمل شهادة عليا قال له : الملح لا يناسبك ، والطعام من دون ملح لا طعم له ، يدع الملح كلياً ، هكذا قال الطبيب .
يا نفس ، لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أجهلك ، أيكون وعيد الطبيب ، الوعيد مرض ، أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ جهنم إذاً ما أكفرك .
فكل إنسان يعصي الله مدموغ بالجهل والكفر .



أيها الأخوة الكرام ، أنا في بداية هذا الدرس ذكرت لكم أن إدراك الفكرة شيء وأن تعيشها شيء آخر ، من الناحية الإيجابية ، أن تقرأ كلمة ثلاثة وعشرين مليار دولار بين أن تنطق بها وبين أن تملكها مسافة كبيرة جداً ، هي المسافة بين إدراك الفكرة وبين أن تعيشها ، هذا بالإيجابيات ، وبين أن تقول سرطان وأنت مرتاح وبجلسة وهناك مزاح وضحك و سرور ، و بين أن تشعر بورم وتأخذ خزعة ، وذهبت هذه الخزعة إلى محلل ، وجاءت النتيجة إيجابية ورم خبيث ماذا يصبح معه ؟ قال طبيب لمريض أنت معك سرطان تعيش أربعة أشهر فقط ، دبر أمورك ، و أنهِ أعمالك ، مات في اليوم الثاني ما تحمل أربعة أشهر .
يا أخوان كلام دقيق كلكم شباب الله يمتعكم بالشباب والعافية والصحة ، لكن عيشوا المستقبل ، من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة ، أنت شاب الآن اطلب العلم ، أطع ربك ، احضر دروس العلم ، اقرأ القرآن ، اعمل الأعمال الصالحة ، حتى بوقت خريف العمر تجد نفسك في بحبوحة .
مرة زرت والد صديقي في العيد ، عمره ست وتسعون سنة ، جلس معي بينما يأتي ابنه ، قال : يا عم أنا في السادسة و التسعين عملنا البارحة تحليلاً كاملاً ، قال والله بكل عمري ما أكلت قرشاً حراماً ولا أعرف الحرام ، حرام النساء و حرام المال . من عاش تقياً عاش قوياً .
هناك عالم بهذه المدينة الطيبة بدأ بالتعليم في الثامنة عشرة من عمره ، وتابع التعليم الديني حتى الثامنة والتسعين ، علم ثمانين سنة كان إذا رأى شاباً يقول له : أنت كنت تلميذي يا بني ، وكان أبوك تلميذي ، وكان جدك تلميذي ، تروي الروايات أنه كان منتصب القامة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، أسنانه في فمه ، يُسأل يا سيدي ما هذه الصحة ؟ يقول يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر من عاش تقياً عاش قوياً .



أنا قلت الموت كفكرة سهل قبولها أما أن تعيش الموت ، الآن عندنا بالحياة النفسية الشعور واللاشعور ، أحياناً تقرأ موضوعاً تشعر أبعاده ، تقرأ قصة قد تتألم ، هذا الشعور أما اللاشعور شيء مستمر ، فالتفكر بالموت ينقل معنى الموت من الشعور إلى اللاشعور ، اللاشعور مستمر ، أما الشعور طارئ ، الإكثار من ذكر الموت ينقل مفهوم الموت من الشعور إلى اللاشعور ، قال ابن السماك : بينما صياد في الدهر الأول يصطاد السمك ، إذ رمى بشبكة في البحر ، فخرج فيها جمجمة لإنسان ، أحياناً أنا أدخل لمتحف أرى جمجمة ، يا ترى هذا من كان ، عالم ، جاهل ، غني ، فقير ، وسيم ، دميم ، عمله صالح ، عمله طالح ، أسئلة ترد ، فرأى جمجمة ، فنظر إليها وبكى وقال : عزيز لم تترك لعزك ، لو كنت في الدنيا عزيزاً لم تترك لعزك ، غني لم تترك لغناك ، فقير لم تترك لفقرك ، جواد لم تترك لجودك ، شديد لم تترك لشدتك ، عالم لم تترك لعلمك ، وجعل يبكي .
إن كان عزيزاً الموت أنهى عزه ، وإن كان قوياً ، وإن كان غنياً ، وإن كان شديداً ، الموت ينهي كل شيء .



أيها الأخوة ، قيل : من الحماقة الشديدة أن يذكر الموت عند إنسان ويستبعده عن نفسه ، يقول لك مسكين مات ، أنت لست مسكيناً ؟ كأنه هو مات لوحده ، مسكين مات ، أنت لست مسكيناً ؟ أنت لن تموت ؟ قال : إذا ذكر الموت فعد نفسك كأحدهم ، سيدنا عمر يقول : كل يوم يقال مات فلان وفلان ولابدّ من يوم يقال فيه مات عمر .
يعني دخول المقابر ، مشاهدة المرضى ، أن ترى ميتاً يغسل أمامك ، النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( أكثروا من ذكر هادم اللذات )) .
[أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ] .
شخص لو سأل نفسه أنا أين أموت ؟ في بيتي ، في الطريق ، في مستشفى ، في السفر ، أين يغسلوني ؟ في المطبخ ، الصالون ، غرفة الجلوس ، يا ترى بعد أن أموت ماذا يصبح مع أولادي ؟ يتنافسون ، يتعاونون ، هذه الأفكار اجعلها تأتيك كل يوم حتى تستعد للموت ، يقول بعضهم : والله لولا الموت لكنت بالدنيا مسروراً ، ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرت بالدنيا أعيننا ، ثم بكى بكاءً شديداً حتى ارتفع صوته .
أنا لا أطلب منك أن تبكي دائماً ، لكن الموت ، كنت مرة في مدينة اسمها شيكاغو ، بالمطار يوجد شريط متحرك ، خاطرة جاءتني ، وقفت على الشريط هو يمشي ، هو يمشي و أنا واقف عليه ، فلما مشيت عليه و هو يمشي تضاعفت سرعتي ، شيء جميل وأنا ماشي صارت سرعتي الضعف ، وجدت على طرفي هذا الشريط حاجزين ، سبحان الله كيف ربطت بين هذا المنظر وبين الموت ، الموت له ميزة يسرع خطاك إلى الله سرعة مضاعفة ، ويمنعك أن تنزلق يمنة أو يسرة ، هذا الشريط يسرع الخطا إلى الله ، ويمنعك أن تنزلق يمنة ويسرة ، إذا شخص فكر بالموت لا يدرس ؟ لا ، يدرس ، يأخذ دكتوراه ، يعمل مشروعاً صناعياً ضخماً ، والله هناك أخوة كرام أعمالهم الدنيوية للآخرة ، أنا أؤمن فرص عمل ، عندي ثمانون عاملاً ، اعمل معملاً ، واعمل مصنعاً ، وكن طبيباً ، وكن أستاذ جامعة ، وكن شخصاً مهماً ، وانفع المسلمين ، الموت لا يمنعك أن تكون هكذا ، الموت يمنعك أن تعصي الله فقط ، الموت ليس مناقضاً للحياة ، بالعكس مسرعاً للتفوق في الدنيا ، ادرس لتأخذ شهادة عليا لتكون قوة للمسلمين ، لا يوجد مانع ، فكل دراستك في سبيل الله ، بحياة المؤمن لا يوجد دنيا وآخرة ، هناك حياة كلها لطاعة الله :
(سورة القصص) .


قال بعض العلماء : من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء ، تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ساكن في بيت مساحته تقدر بتسعين متراً الحمد لله مأوى ، مدفئ في الشتاء و هناك مروحة بالصيف ، يوجد طعام ، هناك غرفة نوم ، غرفة جلوس ، مطبخ ، الدنيا ليس لها نهاية والموت ينهي كل شيء ، من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء ، تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ، ومن نسي الموت عوجل بثلاثة أشياء تسويف التوبة ، هلك المسوفون ، وترك الرضا بالكفاف ، والتكاسل بالعبادة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
¨°o.O ( عش ما شئت فإنك ميت ) O.o°"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم 24 :: المنتدى الإجتماعي العام :: الحوار العام-
انتقل الى:  

هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل ..... و يسعدنا كثيرا إنضمامك لنا .......... للتسجيل إضغط هـنـا

منتديات السندباد

↑ Grab this Headline Animator


مــلحوظة : جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى
Powered by phpBB2 and ahlamontada CMPS
Copyright © 2010 - 2011 Sandbad . All rights reserved
.For best browsing ever, use Firefox