Massari الإدارة العليــــــا
نقاط الخبرة : 4360 نقاط السٌّمعَة : 1193 عدد المساهمات : 1145 تاريخ الميلاد : 15/06/1985 تاريخ التسجيل : 14/02/2010 العمر : 39 العمل/الترفيه : عالم السندباد مكان الإقامة : المزاج : SMS :
| موضوع: أيها العبد إن القلب محل نظر الرب, فتعاهد قلبك ولاتهمله ألا يزيغ الله قلبك بعد الهدى ! الثلاثاء 20 أغسطس 2013, 6:12 pm | |
| كل حى متحرك يسعى لجلب ماينفعه ودفع مايضره فكل أحد له محبوب مطلوب يسعى فى تحصيله ومكروه يسعى فى الهرب منه , والله عز وجل هو المحبوب المطلوب وهو المعين على درك هذا المطلوب وماسوه فهو البغيض المبغوض وهو المعين وحده على دفع هذا المكروه هذا مجمل لقاعدة ذكرها شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى وهى جماع الدين كله فالدين أن يكون عمل العبد (عمل القلب والجوارح ) لله عز وجل أن يكون الله عز وجل هو المحبوب وهو الوسيلة إلى درك هذا المحبوب كما قال الله عز وجل إياك نعبد وإياك نستعين فهو الذى يعبد وحده لاشريك له وهو المعين على هذه العبادة كما فى حديث معاذ أن النبى صلى الله عليه وسلم علمه دبر كل صلاة ان يقول , اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فجماع الدين كله أن تحب الله عز وجل وأن تحب فيه وأن تكره ماسواه وان تبغض فيه كما فى الحديث الذى رواه الترمذى وغيره , "إن أوثق عرى الإيمان الحب فى الله والبغض فيه" وفى حديث يروى عن عائشة رضى الله عنها " وهل الدين إلا الحب والبغض " ( أى فى الله ولله ) فحب القلب وبغضه يتبعه عمل الجوارح وفى حديث ابن عباس رضى الله عنهما " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان" والعطاء والمنع عمل جوارح لكنهما تابعين لعمل القلب محبة وبغضا فالعطاء تابع للحب والمنع تابع للبغض فهى قاعدة جليلة وهى أس الإخلاص وروحه ومعنى أن تحب فى الله وأن تبغض فيه , أن يكون إعذارك وعذرك لمن عذره الله ورسوله وأن يكون ميل حب قلبك لمن أحبه الله ورسوله , فانظر إلى أى رجل شكى إليه الناس ابنه أو رجل يقع فى مخالفة وهو أحد صداقته تراه ميالا إلى إعذاره والدفع عنه بما لايكون مع أحد هو أصلا يبغضه مسبقا فترى حب القلب ليس تابعا لله عز وجل وإنما تابع لمحبته ولأن الرجل يحب بفطرته ذوى قرابته من أبيه وأمه وإبنه تراه دائما ميالا للدفع عنهم بكل ماأوتى من قوة وإعذاره والتماس المعاذير له بما لايكون عشر معشار ذلك مع غيره لاسيما لو كان هذا الغير من عدويه ! فهذه هى القاعدة التى يبنى عليها أصل الدين بان يكون عذرك تابعا لحبك وان يكون حبك تابعا لربك فلا تعذر إلا من عذر الله ولاتدافع حمية وعصبية عن من خالف أمر رسول الله وإن كان ظاهره العبادة والتقى والصلاح وارجع بنا إلى أحوال الصالحين من السلف بل ومن الأنبياء السابقين فكان الحب فى الله والبغض فى الله دأبهم قال تعالى "وماكان استغفار إبراهيم إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه .... " سأل أبو داود السجستانى عن ابنه فقال وهو يبكى ويعتصر قلبه " إبنى كذاب " (حتى لو أخطأ فى الحكم لكنه جعل الحب فى الله والبغض فيه دافعا أن لايتعصب لذوى قرابة او نسب فكان الشرع مقدما على هوى نفسه وحب قلبه الفطرى ) وسأل على بن المدينى شيخ الإمام البخارى عن أبيه فقال" أبى ضعيف الحديث " بل آدم عليه السلام اعترف بذنبه على عكس إبليس استكبر وكان من الكافرين فقال آدم عليه السلام " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" فقد انطلق آدم عليه السلام وغيره من الأنبياء ومن السلف من قاعدة الحب فى الله والبغض فيه فهانت عليهم أنفسهم وذوى قرابتهم وذوى صداقتهم او أى أحد وكان الدافع للسلف فى هذا الأمر " ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ......" الآية فكونك تحب ذا قرابتك من أب أو أم أو أخ أو ابن أو تحب صاحبا لك أو رفيق دربك أو رجلا من جماعتك قد تعصبت له حمية وعصبية فذلك لايعنى بحال ان الله يحبهم. قاعدة الإخلاص التى يبنى عليها أصل الدين , لماذا تحب ؟ لماذا تبغض ؟ لماذا تعذر ؟ لماذا تعزل ؟ فالأصل أن يتحرك القلب تبعا لمحبة الرب وهذا فى الناس نادر أندر من الكبريت الأحمر قل من يحصله إلا مخلص على الحقيقة . هذه القاعدة أورثت قاعدة جليلة وهى أن العصبية من أمور الجاهلية والعصبية أن ينصر الرجل ذا قرابته ومن يحبه ومن يواليه ومن يصادقه ولو على حساب الشريعة وأن يكون معه بغير أن يتبين أن الهدى معه بل العصبية أيضا عند أهل العلم أن تحب الرجل أو الجماعة او الطائفة لأنهم جماعتك أو لأنه قريبك ولو كان على الهدى ! وهذا قيد جليل قل من يتنبه له فقد تدافع عن ابنك وهو على الهدى وعلى الجادة وعلى الصراط المستقيم ولكنك دافعت عنه لا لأنه على الهدى ولا لأن الله يحبه أو يرضى عنه ولكن لأنه ابنك ! فهذا من عمل الجاهلية ولو كان الولد على الهدى , فقد تجد الرجل ينصر شيخه وشيخه على الهدى ولكن هل هو ينصره لأنه على الهدى أم ينصره لأنه شيخه ! فبكرامة شيخه تكن كرامته ! وبإهدار علم شيخه يقل قدره عند الناس إذ أن الناس سيقولون متبع لشيخ ضال أو قليل العلم ! فنصرتك لشيخك أو لحزبك او لجماعتك او لذوى قرابتك عصبية وليس لأنهم على الهدى فهذا من عمل الجاهلية ولكن لايطلع على مافى قلبك إلا أنت وربك فتابع قلبك وتعاهده فهذا الأمر أخفى من دبيب النمل أيها الإخوة ! وقلما تجد رجلا منصفا على الحقيقة ! منصفا على الحقيقة ! وفى صحيح الإمام مسلم " من دعا إلى عصبية أو قاتل لعصبية فمات فميتته ميتة جاهلية " لأن الجاهلية هى التى يتعصب فيها الناس لأنفسهم أو لقرابتهم أو لبلدانهم أو ... أو ..... أو أما الإسلام فلا عصبية فيه إنما الإسلام هو الله ورسوله وشرع الله المنزل بالوحى المعصوم . جاء الإسلام فكسر كل هذه الجاهليات فلا تقل إبنى يصلى فأنا أدافع عنه ! صلاة ابنك وصلاحه باب ودفاعك من باب آخر أيها العبد , فراجع نفسك لماذا دافعت ولماذا عذرت! هل تريد ان تعرف مافى حقيقة قلبك ؟ هل تعذر لله وفى الله وتحب فى الله ولله ؟ راجع نفسك فى موقف أنه وقع فى نفس الخطأ والمخالفة من تبغض على أمر دنيوى فهل لو قال لك أحد الناس خالف فلان ( الذى تبغضه ابتداء) فهل ستدافع عنه كما دافعت عن ابنك أو شيخك او ذوى قرابتك ! هل كنت ستعذره وتتلمس له المعاذير ! أم هو الهوى الأعمى البغيض ! ولكننا كما فى الحديث الذى خرجه ابن حبان فى صحيحه " يبصر أحدكم القذاة فى عين أخيه ولايبصر الجزع فى إنائه " فترى المخالفة على من تبغض أو من لاتعرف عظيمة كبيرة وتكون ميالا إلى إلزامه بالمخالفة وأما لو وقعت المخالفة منك او من أبيك أو ابنك أو أخيك أو ذوى قرابتك أو قريتك أو جماعتك أو طائفتك او شيخك كنت ميالا إلى الإعذار والدفع ! فما الذى يحرك القلب ! العلو فى الأرض , فأنت تريد ان تعلوا فى الأرض فأنت عال بقرابتك وبمن تعرفيهم وتصاحبهم وبشيخك فالقدح فيهم قدح فيك ومدحهم رفعة شأن لك فلو كان الولد على خطأ لعيب الأب ولو كان الأب على خطأ لكان هذا قادحا فى شخص فى نسب الولد وكذلك لو كان شيخك على خطأ فهذا نقص فى تعليمك بخلاف مالو كان شيخك عالما كبيرا مبرزا فأنت فى كل حال تنطلق من قاعدة العلو وهذا كله دافعه داعية فرعون ( داعية الألوهية والكبر) فإن النفس البشرية عموما بها داعية فرعون إلا أن فرعون قدر فأظهر وغيره عجز فأضمر ! لكن الدين جماعه أن ينسلخ المرء من كل شيء إلا مايحبه الله ويرضاه ولو ذلك فى خلاف هوى نفسه فينظر إلى قرابته كما ينظر إلى الغريب وإلى شيخه كما ينظر إلى من خالف شيخه بعين إنصاف واحدة وبتجرد فاتقوا الله وراعوا محل نظر الرب من قلوبكم فقد قال أبو بكر بن عياش " ماسبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولاصيام ولكن بشيء وقر فى قلبه " فالقلب محل نظر الرب أيها الإخوة فتعاهد قلبك ولاتهمله ألا يزيغ الله قلبك بعد الهدى ! . | |
|