عالم 24
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام الي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا Very Happy
إدارة المنتدي
عالم 24
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام الي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا Very Happy
إدارة المنتدي
عالم 24
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
nora rock
عـضــــــو جديــــــد
عـضــــــو جديــــــد
nora rock


نقاط الخبرة : 24
نقاط السٌّمعَة : 58
عدد المساهمات : 8
تاريخ الميلاد : 15/08/1997
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
العمر : 27
العمل/الترفيه : school girl
مكان الإقامة : 1
SMS : النص

رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)   رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Emptyالسبت 15 مايو 2010, 8:34 pm

الفصل الاول



كانت زخات المطر تتوالى على تربة الجزيرة الخضراء عندما سمعت سمارة طرقا واهنا على باب
دارهم فتحت الباب طالعها وجه ابيها عبد العال الطيب على جسده هدم مبللة يده التي
تمسك بعصا قفة السمك ترتعش بشده فبدا وكأنه سيسقط
صاحت سمارة جرت امها فاطمة نحوها وهي تنادي ولديها سند وسرحان.
عاون الجميع الرجل على دخول الدار اوقدت سمارة تنور النار في حين ان والدتها بدات في
تدليك الرجل المتهالك والذي ارتمى على حصير متسخ في صحن البيت الطيني بينما ذهب
سند الى حيث(قفة السمك) يريد ان يفرغ ما فيها .
وصل الى اذنه صوت الرجل واهنا:
لا تفرغها يا سند....لا تفرغها.
نظر سند الى والده متعجبا وهم ان يساله لماذا؟
لكن باب المنزل العتيق اخذ يدق بعنف فصاح بطلقائيه:
حاضر...طيب
ذهب وفتح الباب طالعه وجوه لاربعة رجال ذوي شوارب مبرومة وعيون تنظر بلا حياء.
انزوت الام والابنة بسرعة في احدى الحجرات الجانبية في حين بادرهم سند قائلا:
ماذا تريدون؟
اجابه الاول بصوت غليظ:
اين ابوك ايها الصبي؟
وهنا تمالك عبد العال وصاح باعلى ما امكنه :
تفضلوا...تفضلوا يا اهلا وسهلا.
لكن سند وقف دون حراك في مواجهة الباب لازاحة الرجل بيده ودخل الى صحن الدار ومن ورائه
الثلاثة الاخرون وعلا صوته صائحا:
لماذا عدت الى منزلك بصيد اليوم يا عبد العال ؟
سيدي...اسمح لي اني لم المس القفة بعد.
لماذا عدت يا رجل قبل سداد حصة الحاكم؟
انه البرد اللعين يا سيدي وانا رجل في الخمسين من عمري.
اخذ الاربعة يفتشون في كل مكان في الدار,تاكدوا ان كل ما في الدار غير ذي بال تقدم احدهم وضرب قفة السمك بقدمه .....انقلب ما فيها على الارض..انتقو اكبر السمكات واجودها.صاح
سند:
لكنكم تدعون ان حصة الحاكم النصف فقط؟
هنا شعر بضربة غليظة تسقطه ارضا وصوت كصوت الحمير يصيح:
لا تتدخل فيما لا يعنيك يا كلب.
جرت الام صوب ابنها وهي تصيح:
ابني..ابني.
وصاحت سمارة:
اخي ..اخي .
بينما انزوى سرحان في احد الاركان يراقب المشهدويبكي في حين تقدم الرجل يربت على
كتف كبيرهم متوسلا:
ما زال صغيرا لا يدرك امور الدنيا جيدا .
اسمع يا عبد العال لولا انها اول مرة تخطيء لذهبت بك الى الميدان العام لتعاقب لتعاقب بالجلد
حاضر يا سيدي لن اعود الى مثل هذه ابدا.
ذهب الاربعة وفي يدهم معظم صيد الردجل وهم ينظرون الى سند ويضحكون يتقدم عبد العال
من ولده سند واخذ ينظر اليه برجاء ويربت على كتفه بحنان بالغ بينما راح سند يضرب الارض
بقدمه ويصيح:
لماذا يا ابي لماذا؟؟
اخذ الرجل يلمم خجله ويهمهم بصوت خافت قائلا:
كل شيء له نهايه يا ولدي ..كل شيء له نهاية..بينما قالت الام:
يا بني لسنا وحدنا..الصيادون ,الزراع,الصناع,الجميع يعطون الحاكم ومن لا يعطهم يجلد.
الصبر يا سند..الصبر-قالت سمارة.
بينما سند هب واقفا واندفع الى الخارج وامه واخته تناديانه ...وسرحان ايضا لكن الرجل صاح:
اتركوه ..اتركوه سيهدا..سيهدأ ويعود.
وتهالك على الحصير القديم وهو يهز راسه باسف وضيق فراحت الام تجاهه تدعوه للصبر والجلد
بينما انحنت سمارة عليه في حنان فلامست جدائل شعرها الاسمر الارض بجواره اما سرحان
فقد ظل في ركن بجوار الحائط ودمعه ينساب يلعن في سره الحاكم الظالم الذي ياخذ من
جميع الناس ليصرف على ملذاته ولا يشبع ابدا.


الفصل الثاني



في اليوم التالي..
اصر سند على ان يخرج مع ابيه للصيد عندما سارا بالمركب بانت لهم الجزيرةة قطعة لؤلؤ تستحم في ضوء وليد ..قال سند:
ما احلى جزيرتنا يا ابي .
زفر الاب زفرة عالية قائلا :
الافق واسع ورحب.
نعم الافاق واسع ورحب.
لكنني لا اميل كثيرا لجزيرتنا.
كلا يا والدي ..لا تقل هذا..اننا جميعا نحب جزيرتنا ..انها الجزيرة الخضراء التي يتمني الجميع ان يشموا رائحة الزهور بها ..انها الظلال الوارفة الماء العذب الثمار الناضجة وايضا الطيور المغرده الجميلة نعم يا ابي لكنني لم اعد ارى الطيور ذات الالوان الجميلة ولا حتى اشاهد الثمر الناضج.
سيعود كل شيء يا ولدي..فقط لا تتعجل الامور .
متى يا ابي متى؟؟
غدا ستفهم كل شيء.
لماذا لا لا يكون الان يا والدي؟؟
لكل اوان كلامه يا سند..
وهل ستستمر في اعطاء هؤلاء الاجلاف مما نصيد في كل يوم...؟
لا تتعجل الامور يا ولد...لا تتعجل الامور.
حينما عادا الى الشاطئ لم يجازف عبد العال في العوده الى الدار رغم تعبه الشديد ووقف مع كل الصيادين ينتظرون الى ان ياتي رجال الدرك وياخذو حصة الحاكم ..لكن سند لم يستطع الانتظار فاسرع حيث تنور والدته يستدفئ وقامت سمارة باعداد الافطار وهي تصيح على سرحان حتى يستيقظ.


الفصل الثالث


على مر الايام وبسرعة خارقة تعلم سند كيف يقذف بالشبكة وكيف يجمعها ويسلك من بين خطوطها السمكات وكيف يدرك لغة البحر...والريح وذلك بفضل توجيهات ابيه وعلمه الواسع بفنون البحر.
ولكن حزن سند مع كل هذا كان يزيد خاصة عندما يعود ويقف الرجل مع صفوف الرجال يفتحون القفف امام رجال الدرك فيختارون ما يختارون دون كلمة احتجاج واحده..وكلما هم ان يسال والده عن ازدياد هجرة الطيور الطيبة من الجزيرة او عدم نضج الفاكهة وجد في عين الرجل نظرة ذات مخزى خاص تشعره بامل قادم وتريح صدره ولو لبرهة .
الى ان كانت ذات ليلة وقد اوى الى فراشه مبكرا فاخذ يحلم بانه قد راى طيرا جميلا في يد احد افراد الدرك فصاح فيه:
هل الطير ايضا للحاكم فيه حصة ..؟؟
لكن الدركي تقدم منه وفي يده مقرعة يريد ان يضربة فما كان منه الا تحرك بعيدا عن الضربة بخفة الفراشة وقفذ عاليا واصاب وجه الدركي بضربة قوية فترك الطير وامسك مكان الضربة صائحا:
ااي....اي
بينما اخذ الطائر الجميل الذي كان على وشك الموت فاطعمه وسقاه وقبل ان يتركه كان رجال الدرك يهاجمونه وياخذون الطائر الجميل من يده ويهمون بقتله فاخذ يصيح:
لا تقتلوه...لا تقتلوه.
هنا ايقظه سرحان قائلا:
ماذا في الامر يا سند..ماذا في الامر..؟
لا شئ يا سرحان..لاشئ.
ونام سرحان بسرعة ولم ينم هو فاذا به يسمع همسا في صحن المنزل تعرف من خلاله على صوت والده وصوت عم اسماعيل الراعي وعم جاد المزارع.
كان الحديث يدور عن اجتماع قد عقده الحاكم لحاشيته يسالهم:
لماذا كل هذا الانخفاض في المحاصيل جميعا؟ ولماذا قل اللبن في الضروع؟وصارت رائحة الجزيرة الخضراء غير عطرة؟؟
لكن الاجتماع تحول الى وعود وعهود بان كل مسؤول سيشدد على مرؤوسيه بضراوة لجلب مكوس وجبايات اكثر للحاكم العظيم.
زاد الم الناس واصابهم الضجر واصبح الكثير منهم يفكر في الهرب من الجزيرة الى جزيرة اخرى كما اندرج الحديث الى جزيرة بعيده تدعى(جزيرة الخير الوفير) التي عرف امرها بواسطة رجل يدعى العادل الذي كان صيادا تماما مثل عبد العال لكنه خرج الى الصيد في يوم ما واذا بعاصفة قوية تحطم قاربه وكاد يموت غرقا لولا انه امسك بلوح خشبي واخذ يجدف بيديه وفي النهايه اغمي عليه ولم يفق الا بين يدي اناس عرف من كلامهم مدى طيبتهم ومدى تعقلهم في فهم الامور وعندما سال:
اين انا؟
اجابوه بانه في جزيرة الخير الوفير وراى في هذه الجزيرة الخضرة اليافعة والطيور الطيبة والازهار الجميلة والقمح الوفير وراى النظام البديع في العمل وكيف ان الجميع ليس بينهم من يشكو الحاجة تقريبا فتعلم منهم الكثير وجلب علما وفيرا حتى ذاع صيته ونقل رجال الدرك اخباره الى الحاكم برقوق الكتف فامر بان يحقق معه المحقق فورا.وعندما تحدث العادل عن هذه الامور قام المحقق الى حيث الرجل يجلس وضربه على راسه بالة حادة قائلا:
حتى ينزف الدم الفاسد الذي دخل راسك نتيجة انك اكلت من طعام هذه الجزيرة الفاسدة .
فذهب العادل واشتكى كبير المحققين للقاضي فما كان من القاضي الا ان قال له :
ان كبير المحققين له حق في فعله معك بل عليك ان تسدد له اجره عن هذا الفضل العظيم والذي نقى به راسك من فساد هذه الجزيرة
هنا تقد العادل ثائرا وفي يده عظمة حوت وضرب بها راس القاضي فشجه قائلا:
اعطه انت اجر انقاذك من الدم الفاسد الذي تسرب الى عقلك نتيجة تناولك طعام برقوق الكتف المجلوب من الحرام.
لم يمهلوه اخذوه الى مكان قصي واعدموه ورغم حرصهم الشديد على حرص كل اجراءات الاعدام الا انه قد انتشر الخبر في الجزيرة بسرعة ملحوظه .
زادوا في بطشهم على اهل الجزيرة والقو القبض على كل من يمت للعادل بصلة فقد تمكن البعض من اقاربه من الهرب وعبثا حاول رجال الدرك الوصول الى اماكنهم دون جدوى وكان من الهاربين زوجته وابنه همام وابنته زينب.

الفصل الرابع


في فجر اليوم التالي كان القارب ينساب على صفحة المياه مطيعا لتجديف عبد العال وابنه بعد ان ظهرت الجزيرة امام اعينهم لؤلؤة تستحم في الضوء الوليد لاحظ الرجل شرودا على ولده سند فابطا في ضرب المجداف الى ان اصبح القارب يتهادى على صفحة المياه الذي بدا ساكنا في هذا اليوم وسال ابنه:
ماذا بك يا سند ؟لماذا تبدو مغموما ؟؟
كانت المفاجأة للرجل كبيرا عندما رد عليه سند بسؤال لم يرد في خلده ابدا اذ قال:
هلا زدتني يا ابتي من الحديث عن عمي العادل واولاده؟
باندهاش اجاب الرجل:
هل سمعتنا يا سند؟
نعم يا ابي
هنا ارتسمت علامات الجد على وجه الرجل انتقل الى جوار ابنه ضمه الى صدره في حنان قائلا:
ولدي..ها انت تتقدم الى دور الشباب اهم ادوار الحياة لذلك يجب ان تتعلم كيف تدرك كنة الامور جيدا..لابد ان تعرف كل شئ احس سند وكانه يولد من جديد وبدا الافق اكثر رحابه واتساعا .
قل يا ابي قل بالله عليك انا في غاية الشوق لان اعلم .
نعم يا ولدي من حقك ان تعلم فقط اسمح لي بمهلة الى الغد الى فجر الغد لاضع يدك على اهم حدث في حياتك .
هم سند ان يحتج لكن عينيه وقعت على عيني ابيه فاذا بتلك النظرة التي بمجرد ان يراها يشعر بانه يوشك ان يبلغ كل اماله فشعر بانه اذا تحدث سيظهر كما لو كان طفلا هنا قال:
على الرحب والسعة يا والدي العزيز...انا بانتظار كل ما تقوله لي على احر من الجمر .
اخذ يستحث النهار في الذهاب ويستحث الليل في القدوم وعندما بان القمر تمنى ان ياتي الفجر واخذ ذهنه يذهب هنا وهناك ولم يدرك ان النوم لامس جفونه الا عندما ادرك بانه يحلم بهذا الطائر الجميل في هذه الليلة ايضا لكن الحلم طال اذ جاءه ابوه بسيف مسلول قائلا له:
اضرب اليد التي ضربتك.




الفصل الخامس


عندما ايقظه ابوه في هذا اليوم كانت الظلمة ما زالت حالكة وكانت مراكب الاخرين ساكنة بالشاطئ وتباشير الفجر لم تك قد بدات بعد.
اليس الوقت مبكرا يا والدي؟
لا داعي للاسئلة يا سند.
جدف الرجل في الطريق المعهود الى ان صارا في عرض البحر واذا به ينحرف الى اتجاه معاكس لاتجاه سيره لكل يوم.
اننا نتجه صوب الصخور يا والدي .
نعم يا بني ..نتجه صوب الصخور..عليك بالصبر .
عندما وصلا الى المنطقة الصخرية المهجورة في غرب الجزيرة رمي الرجل بالهلب وتاكد انه قد امسك بالارض جيدا ..ثم قال لابنه:
انزل الى الماء...
بدا سند مترددا ولكن الحسم الذي بان في صوت الرجل جعله يسقط قدميه في الماء دون اي تعليق وتبعه الرجل ثم تقدمه قائلا :
دون اي كلمة اتبعني.
على ضوء بسيط انطلقا يتحسسان طريقهما بين الصخور .
طلعا الى اعلى ثم هبطا في الجانب الاخر ليجدا مجموعة من الصخور ليصعدا مرة اخرى من بينها طريقا بسيطة ضيقة يدلف الرجل منه ومن ورائه سند الذي وقف شعر راسه وهو لا يدري لماذا الى اين؟
كاد قلبه يسقط عندما طرق اذنه صوت يهمس بحده :
من القادم؟
لم يبد العم عبد العال اي انفعال ورد بنبرة هادئة :
يا هادي...يا هادي...عليك اعتمادي
كاد ذهن سند يذهب عندما رد الصوت الاول رغم حلكة الظلام.
تفضل يا عم عبد العال.
كان الصوت ينبعث من وصت الصخور وليس هناك طريق واضحة ولا ضوء منبعث كيف اذن ادرك السائل صوت المسؤول ؟
انه لم ير اباه قد ترك المنزل في يوم كيف اذن ان يكون على دراية بهذا الطريق في الظلام ؟
الخواطر تزدحم في راس سند بينما كانت احدى الصخور تزاح فاذا بطريق اكثر اتساعا و بنور ضئيل يري السائر بالكاد جذب الرجل يد ابنه ودلفا من بين الصخور تجاه هذا الضوء المنبعث من مشكاة بسيطة وضعت لتنير مغارة ليست بالمتسعة على ضوء المشكاة لمح وجه فتاة كالبدر اخذ يتامل تفاصيل وجهها الجميل وهو ماخوذ .
افاقه صوت ابيه قائلا :
اولاد عمك العادل زميل عمري وصديقي ...الشهيد الذي قتله رجال برقوق الكتف عندما تحدث عن العدل ..هما همام وزينب مد همام يده مرحبا بسند بينما استرسل الرجل يحكي:
الان استرحت بعد ان اطلعتك على السر فمنذ ان ماتت امهما كمدا من اجل زوجها وانا احضر هنا يوما بعد يوم جالبا لهما ما يقيم الاود.
عليك يا سند ان تكون مكاني اذا حدث لي مكروه.
ابقاك الله لنا يا عمي كيف تتحدث هكذا؟ اتمنى ان تحيا ليوم ان نعود من جزيرة الخير الوفير والعدالة معنا القوة اللزمة لتحطيم الطاغية ورجاله الاشرار لتعود الطيور الجميلة المغرده في جزيرتنا ولناخذ بثار ابي وامي وكل من ظلمهم برقوق الكتف.
صاح سند:
هل ستذهب الى تلك الجزيرة يا همام ؟
نعم يا اخي...عندما يامر عمي .
ساصحبك بع اذن يا ابي ...ساصحبك باذن الله.
علا البشر وجه عبد العال تقدم من ابنه وضمه الى صدره قائلا:
هذا ما كنت اعيش من اجله يا بني لكن الاوان لم يحن بعد فمازلتم صغارا...
كيف يا والدي قرابة العامين وانا اصحبك للصيد..هل وجدت مني ضعفا او غباءا؟
كلا يا ولدي..كلا.
اذن فخير البر عاجله .
لا تتعجل الامور يا ولدي ..حتى لو بدانا اليوم في الاستعداد للرحلة فامامنا وقت ليس بالقصير..
هنا تقدمت زينة للعم عبد العال قائلة:
ساصحبهم يا عمي انا ايضا.
كيف يا ابنتي العزيزة؟
لابد ان اكون معهم ..انني اعرف ان لي دورا هاما في هذه الرحلة .
بارك الله فيكم جميعا الان لنؤجل المناقشة ليوم اخر علينا الان ان نذهب للصيد في المكان المعهود قبل ان يلحظ احد عدم وجودنا.
عندما عادا الى الشاطئ في هذا اليوم كان اعوان برقوق الكتف في الانتظار لم يشا سرحان في ان يترك ابيه في هذا اليوم قبل ان ياخذوا حصة الحاكم لكنه كان ينظر اليهم باستخفاف واحتقار ظاهرين ومن بين نظراته كنت تشعر بامل محبب قادم حتى عندما عادا الى الدار شعرت الام بمدى سعادته وسروره فسالته في لهفة:
خير يا سند ...ماذا وراءك؟
كل خير يا اماه
تلفت الاب هنا وهناك "وبصوت هامس اخبرها عن رحلتها الصباحية فارتسمت على وجه الام خيوط اصرار واضحة وقالت:
اذن فقد عرفت همام وزينة؟
نعم...بل انه حدث ما كنت اتوقعه فقد قرر الرحيل معهما .
ولدي..
لا..لا يا فاطمة انا ما عشت الى الان الا لارى ابني بمثل هذه الشجاعة.
ادام الله بقاؤك يا ابا سند ..فليوفقهم الله.
كان الجميع غير ملتفت لسرحان القابع في ركن يسمع الكلام دون ان يحرك ساكنا واذا به يفاجاون بسرحان الهادئ الطيب وقد تقدم من ابيه قائلا باصرار:
ابت..اسمح لي ان اصحبهم.
يا سرحان عليك ان تبقى لمساعدتي هنا فانت طيب اكثر من اللازم.
كلا يا ابي..اسمح لي ان اذهب لا تشعروني باني جبان.
يا بني انك لم تحاول ابدا دخول معترك الحياة بل حتى اخالك تترك ما يدور حولك...
كلا يا ابي..ليس معنى اني لا اتكلم انني لا اعرف ظلم برقوق الكتف ورجاله ولا هجر الطير الطيب الجميل لجزيرتنا ..انني اعرف ان ساحة الميدان لا تخلو مما يجلدون يوميا وان السجون مملوءة بالابرياء واننا لابد لنا من طريق للخلاص لجزيرتنا الخضراء نبحث عن في اي مكان في الدنيا حتى ولو في جزيرة بعيدة تحتاج منا العناء لوصولها .
تعجب الرجل من هذا الولد الصامت كيف تسنى له ان يدرك كل تلك الحقائق ؟وفي النهاية وافق الاب واخذ الجميع يعدون العده للرحلة المرتقبة في تكتم شديد.




الفصل السادس



كانت دموع الام تتساقط على شعر ابنتها سمارة عندما انحت تربت على ظهرها بحنان وقد جلس الرجل في احد الاركان يبتهل الى الله ان يحفظ الاولاد ويعيدهم سالمين.
وها هو مره اخرى يحمل عدة الصيد ويخرج وحيدا الى حيث قاربه كان يتطلع الى افق المشرق وكانه يسال عن اخبار الراحلين لكن هيهات للافق ان يحدثه عن اولاد اربع تبحر بهم مركب خشبية غاب البحر الى مكان لم يروه من قبل مسترشدين بنصائح كثيرة قالها لهم العم عبد العال واداة تحدد الاتجاه جيدا اعطاها لهم العم عبد العال ايضا وكذلك كتاب يذكر الجزر التي سيمرون بها كتبه رحالة قديم.
وها هي زينة تستحث النهار ان ياتني كي تنهل من مناهل هذا الكتاب وها هو سند يتساءل:
متى نعود الى جزيرتنا الحبيبة مرة اخرى؟
اما سرحان فقد كان مشغولا مع همام في التجديف بقوة فقد كانت وصية الوالد بعدم فتح الشراع الى ان يصيروا بعيدا عن الاعين.
ما ان بدأ اول خيط من خيوط النور يظهر حتى بدات زينة تقرا في الكتاب بنهم كان الكتاب يبين ان طريقهم النشود يرتبط ابدا بمكان شروق الشمس كما انه سبعة ايام على الاقل حتى تظهر لهم جزيرة الخير الوفير لكن لابد لمن يريد الذهاب اليها ان يمر على جزر كثيرة مثل جزيرة الامراض التي لا يسكن فيها بشر ولكنها ماوى الجراثيم ويجب ان يتحاشوا الذهاب اليها..وجزيرة الخداع والرياء .
وحقيقة ان مابدا في الكتاب من تشويق استحوذ على لب الفتاة فاخذت تقرا بنهم تقرا بصوت عال لاصدقائها وحينما يحين دورها في التجديف او في الامساك بالدفة كان اخر يقوم بالقراءة بصوت عال ايضا.
وها هي الشمس تنسحب في هدوء ململمة اشعتها فيرتكون الى الراحة بعد ان يقذفوا الهلب في القاع ..تفرد الشمس اشعتها تلملمها خمس مرات وبدا الامل في الوصول على وشك الوقوع ... لولا ان هبت عاصفة في عصر احد الايام وعبثا حاولوا السيطرة على القارب الذي بدا ينحرف عن مساره وبدت علامات كثيرة لكارثة على وشك الوقوع اخذوا يقلبون صفحات الكتاب عسى ان يجدوا فيها مخرجا...لكن سرعة الريح تزيد..تزيد والمرلكب تجري بسرعة خارقة كانه قطعة حديد تجذب بمغناطيس هائل وبدا على مرمى البصر هيكل لجزيرة حجرية والمركب يرتفع الى ان ارتطمت بصخرة هائلة فتحطمت وبدات تهبط في الماء بينما خرجوا جميعا على ظهرها بلا ارادة بل ان سرحان لم يكن تشبسه بشده فاذا به يسقط في الماء...لكن الماء كان ضحلا فلم يغرق.
وها هو صوت نسائي يناديهم في حنان :
لا تخافوا يا احبائي ..لا تخافوا ...تعالوا ..تعالوا الي.
لكنهم جميعا كانوا مرتمين قد نال الاعياء منهم فلا حركة ولا كلمة .
عندما افاقوا وجدوها امامهم امراة ذات قوام فارع قوي ..ذات عينين ثاقبتين تتحرك بخفة ورشاقة حتى انهم خالوها تطير ان ارادت.
سالتهم في حنان:
اين وجهتكم؟
نحن جوعى..نحن جوعى
مدت يدها في تكعيبة العنب الطيب فقطعت منه ما طاب وقدمته لهم.
كلوا..كلوا..
صاحت زينة:
انني عطشة
وقال سند:
ياه كم بودي ان اشرب.
مدت يدها بابريق من الذهب فيه ماء شربوا واكلوا وسالت:
اين وجهتكم؟؟
اجاب همام :
الى حيث جزيرة الخير...
هنا لمحت زينة مسحة من كدر قد اعتلت وجه المراة..لكنها تصنعت الابتسامة قائلة:
ولماذا لاتبقون معي؟انا وحيدة وما لي من انيس وكم ساكون سعيدة بصحبتكم.
كيف ومن ورائنا الاهل ينتظرون؟؟
لكن مركبكم قد تحطم ..وعندي في الجزيرة ما تشتهي الانفس .
وداورت وحاورت لكنهم لم يوفقوا .
فقالت لهم وهي تبدو كانها تغالب دمعها:
اذن عليكم الانتظار الى ان تاتي سفينة فتذهبون معها وطوال هذه المدة انتم ضيوفي..
قال سرحان كم انت طيبة يا خالة..انني في غاية الشكر والامتنان .وتتاوب ونام
اراكم مجهدين عليكم ان تركنوا للراحة وعندما تصحون نتسامر فانا وحيدة في هذه الجزيرة..الى اللقاء.
ما ان ذهبت حتى ارتموا على الارض متهالكين .
عندما صحوا وجدوا مائدة شهية عليها ما لذ وطاب.. اكلوا وشربوا بنهم الجوعان..وما ان انتهوا من الاكل والشراب الا وناموا مرة اخرى.
وتكرر هذا الحال ما ان يصحوا ويقضون حاجاتهم ثم ياكلون الا وينخرطون في نوم عميق الى ميعاد الطعام التالي.
عندما صحوا للغذاء في يوم بدا على وجه زينه علامات الشك والحيرة من نومهم الكثير وتذكرت كم الكدر الذي بان على المراة عندما اعلنوا وجهتهم لذلك قصرت طعامها في هذا اليوم على الفاكهه فقط وما ان انتهى اخواتها من الطعام حتى بداوا في التتاوب وبان النوم ملء جفونهم وما كان منها الا ان تظاهرت بمثل ما حدث لاخواتها .
دقائق معدودة وها هي المراة تدخل عليهم وفي يدها جهازا غريبا اخذت تقيس سمك الاذرع والوسط والصدر وتصيح بساعدة:
ياه...ياه انهم ينضجون بسرعة..كم تقوى عضلاتهم.
عندما ضحكت لمحت زينة نابين طويلين لا يملك مثلهما البشر وما ان ذهبت حتى اخرجت زينة الكتاب من بين ملابسها واخذت تقرا..الى ان وصلت الى اوصاف هذه الجزيرة وهذه المراة ذات اللباس الازرق التي تتغذى بخلاصة الذهب والفضة والزرع والتربة التي تجلب لها تلك القوة الخارقة والتي تمكنها من جلب ما تريد من اعالي الاشجار او من ابعد الحقول او حتى من جوف البحار .
لكنها ابدا في حاجة الى من يدير الطاحونة التي تقوم بسحق هذا المخلوط العجيب حتى يتحول الى مشروب يلائم معدتها المعدنية ..هنا وقف شعر زينة واخذت توقظ الجميع بعنف وبلا صوت هبوا جميعا مفزوعين ...
اوقفتهم على ما جاء بالكتاب في البداية احتواهم الخوف لكن رويدا رويدا بداوا يدركون ان التصرف في مثل هذه الحالة لا يكون الا بالحيلة.
فبداوا في التفكير...في الحال بداوا في مراقبة المراة ودرسوا الجزيرة جيدا.
حددوا اين هم بالنسبة للشاطئ اقرب الطرق اليه واكثرها امننا متى تنام المراة,متى تاكل؟ماذا تشرب؟
بل عرفوا مكان الطاحونة ما ان يقترب موعد الغداء الا ينامون ويعلوا غطيطهم.ما ان ياكلوا الا ويرتمو كمن سقط في من فعل خدر في جسمه بينما هم لا ياكلوا الا الفاكهة ويدفنون الطعام المخدر في غفلة منها وتبدو سعادتها لو وزعت على العالمين جميعا لصاروا سعداء راوها ايضا وهي تضرب رجلا يدور في الطاحونة وقد شد اليها بسلاسل حديدية كلما توسل اليها قالت:
عليك بالعمل الى ان ينضجوا.
ساعتها تستريح..يتعجبون كثيرا لوجود الرجل..قد يكون قاربه قد تحطم تماما مثلما تحطم قاربهم.
في موعد نومها كل يوم يذهبون الى طرف الجزيرة الاخر حيث نقلوا قاربهم اخذوا في اصلاحه تاركين احدهم لمراقبتها دائما وبيده فك من غاب يحدث صوتا اذا نفخ فيه يحذر به عند الخطر .
بالتعاون والجد نجحوا في اصلاحه..اخفوه جيدا في مكان قريب من الماء اخذوا يعدون العده للرحيل .
عندما عقدوا العزم على الرحيل بعد الغذاء في هذا اليوم وبعد ان تنام اذا بها تنظر فيهم بتفحص وتدقيق ثم تنادي سرحان ان ينهض فهي قد اعدت طعاما خاصا له .
ادركوا جميعا لماذا هي اخذته خاصة وان جسمه قد تميز كثيرا عنهم.
هم سند ان يجري وراءها لكن همام وزينة امسكا به.
اصبر يا سند علنا ان نتصرف بحكمة ..يجب ان يكون التصرف بالتفكير والتدبير ..انتظروا الى ان نامت وذهبوا الى حيث الطاحونة وجدوا سرحان يبكي..ورموا في الطاحونة بدلا من المسحوق ما كانوا قد اخفوه من طعام مخدر اضافوا ايضا نبات القات والتهتورة وتعاونوا جميعا على طحن هذا المسحوق الجديد حتى الرجل ضخم وجدوه مربوطا بجوار الطاحونة يتوجع من الام جسده طمانوه وطلبوا منه ان يظل في مكانه الى ان تشرب المسحوق وسمع شخيرها عاليا رهيبا..هنا ذهبوا الى الطاحونه فكوا ساق الرجل الضخم وسلاسل سرحان..اخذوا من الفاكهة الكثير ذهبوا الى الشاطئ تعاونوا على وضع المركب على صفحة المياه فتحوا الشراع وايضا اخذوا يجدفون بكل قواهم حتى يبتعدوا عن جزيرة المراة الغريبة.



الفصل السابع



في الطريق حكى الرجل الضخم ما اصابه من سوط المراة..
وكيف انه ارتضى يوما ان يترك جزيرة الخير الوفير الى حيث المراة ذات اللباس الازرق والمعدة المعدنية وكيف انه اعتقد ما يقال عنها محض افتراء لذلك عندما خيروه ان يسجن او ان ينفى لرفضه العمل بحجة انه ليس معتدل المزاج في هذه الاونة الاخيرة من مرة حالما بحياة رغده بدون عمل او تعب بل انه فضل الهجرة الى حيث هذه الجزيرة وحيث هذه المراة.
في البداية خدعه كلامها فقد بدات الامور بالطعام ذي المخدر وانتهت بالدوران في الطاحونة..وشكى لهم همه الشديد وكربه المبين..كيف يتثنى له مقابلة خلانه واهله وكل من ضحى بهم يوما مفضلا حياة الجوع والراحة التي كان يحلم بها.
كان همام ينظر الى البحر بعمق حتى انه اصبح لا يدري بما يدور حوله من حوار.. تقدم سند منه هزه بعنف قائلا:
اناديك..اين ذهب فكرك..؟؟
البحر يا صديقي-البحر..
ماذا في البحر؟
فيه تستطيع ان ترى الدنيا..
ضحك سند قائلا:
حقا..حقا يا صديقي اقتربنا من بلاد الحكمة ..ها انت توشك حكيما.
ضحك الجميع وبداوا يتحدثون عن الطيور الطيبة التي ترفرف باجنحتها المزركشة على سطح المركب الشراعي البسيط .
ها هي تحط وديعة ..طيبة على اكتافهم.
وها هي الجزيرة جوهرة بسيطة تتلالا في وسط الماء تكبر..تكبر
خمائل بديعة منسقة جميلة ..الاضواء منعكسة على صفحة الماء الهادئ فتبدوا للناظرين انها جزيرة اخرى تحت الماء ..ما ان اقتربوا حتى وجدوا مجموعة من زوارق ذات محركات تصدر اصواتا عالية قد احاطت بقاربهم من كل ناحية ثم تقدم رجل باسم الثغر جميل المحيا منهم وسالهم بادب:
من انتم..؟؟ولماذا جئتم الى جزيرتنا بهذا القارب العتيق ؟؟
اجابوا على اسئلته بادب جم وتقدم الرجل الضخم من وقدم له ورقة ..نظر فيها بعمق وقال:
من فضلكم يا سادة..اجلسوا وامسكوا جيدا في حرف المركب..سنصحبكم باحد قواربنا ..
وفعلا صحبهم الى البر وهم في غاية الانبهار من هذه الالات العجيبة التي تجرهم بسرعة خارقة
عندما وصلوا الى الشاطئ احتارت عيونهم الى اي شئ تنظر كل شئ جدير بالتامل ..كل شئ جميل مبهر..اهرام..تماثيل..حدائق..طرق بديعة..مراكب على اشكال مختلفة..مصانع مرتبة ترتيبا جيدا ..منازل ذات اشكال هندسية رائعة..ناس على درجة عالية من النظافة..اطفال يمرحون ..شيوخ في الحدائق ..طيور كانها تعزف..غناء ملائكي..راوا كل ذلك في الطريق بين الميناء وقصر الاستقبالات..عندما وصلوا وجدوا على الباب سجلا بسيطا عليه بعض البيانات التي يجب على القادم ان يسجلها بنفسه تشمل الاسم والسن والمهنة والغرض من الزيارة.
في الداخل رحب بهم احد العملين ...ثم قال بادب:
من فضلكم يا سادة عليكم ان تاخذوا مفاتيح الحجرات التي سوف تسكنونها ونرجوا ان تراعوا الترتيب جيدا وعليكم ان تملؤا الاستمارات بكل دقة نظام الحجرات بديع وتجهيزه بسيط نظافة رائعة تدفع الانسان للحرص على هذا التكوين كل يخدم نفسه اخذوا يتاملون البناء الرائع ولم يوقظهم الا صوت همام وهو يسال:
اين الرجل الذي جاء معنا من الجزيرة؟
ورد احد العاملين قائلا :
انه يقوم باجراءات ضرورية ليعود الى عمله فعليه مثلا ان يقوم بالعتراف امام الجميع بخطئه في نهجه السابق وان يتعهد بعدم العودة الى الخطا وان يقبل ما يوقع عليه من جزاء بامتثال واقتناع.
في اليوم التالي بعد الفطور جاء من اصطحبهم الى نزهة بخط سير مححد بين الحدائق والحقول والمصانع والمزارع والمعالم الاثرية الجميلة...كل شئ جميل ومبهر حتى النظام دقيق اخاذ كل انسان يعرف دوره يؤدي واجبه دون ضوضاء او جلبه في حب واحترام.
البشر يعلوا وجه الجميع.مال سند براسه يساله:كيف وصلتم الى هذا النظام البديع؟وما هو السر؟
لا سر ولا شئ يا اخي فقط هو الحب والايمان.
الايمان بماذا؟..الايمان بماذا؟..وحب من؟؟
الايمان بان كل من يزرع الخير لابد وان يحصده لذلك يجب ان يزرع الجميع خيرا..وحب الناس بقدر حب النفس.
العمل..الخير
العمل نعم...نعم الخير....
اعتقد انه ليس هناك مشاكل..؟
كلا يا اخي لدينا منهم الكثير..نريد مثلا الوصول الى علاج امراض معينة للان لم يتوصل اليها علماء الطب عندنا وان كانوا قد وصلوا للكثير كذلك لابد لنا من بناء القوة اللزمة لحمايتنا دائما..فهناك من لا يعجبهم هذا النمط من الحياة ..هناك من يتذكر ذاته من الناس وينسى مصلحة الجميع لذلك يحاول ان يكون له امتيازات خاصة.
فكيف لا يكون عندنا مشاكل ؟؟
اامكنكم التحكم في البر والبحر بالعلم؟
نعم اننا نؤمن بالتخصص ونيس للعلماء الحياة الطيبة وما يحتاجون من اجل ابحاثهم.
في نهاية المدينة كان هناك بيت عادي لكن حوله مجموعة من الحراس .
بالسؤال عرفوا ان هذا هو بيت حاكم المدينة..زاد عجبهم اذ كان هناك رجل بسيط يقوم باعمال زراعية داخل حديقة البيت التي لا تمتاز عن اي حديقة امام اي منزل اخر وعرفوا انه الحاكم...
حكى لهم المرشد كيف ان الجميع يعمل حتى الحاكم وكيف ان الحاك يتولى بالانتخاب السري ولمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات..يحاسب في نهاية كل سنة منها حسابا دقيقا ..ليضمن الجميع ان الجزيرة تتقدم..
بعد هذا البيت بانت اما عيونه غابة ذات اشجار خضراء لم يروا في خضرتها نباتا من قبل من بين جذورها تنفجر عيون من الماء لتتجمع وتصنع في وسط الاشجار جدولا ينساب فيها الماء برقة وعذوبة يسري بخرير كالموسيقى قد صنع من شمس الاصيل التي يميل لونها الى الحمرة الرقيقة لوحة رائعة تشد الانسان فلا يستطيع ان يرفع عينيه عنها ..سالوه عن اسم هذه الشجرات ؟
فضحك واجابهم :
بانها شجرة الشهداء؟
سالوه عن سرها:
كان الليل يزحف باصرار ليحتوي الشفق الوردي فقال الرجل:
حان الان ياسادة ميعاد العودة..فالي سمر الليل والموسيقى والي الشدو الجميل من اعذب الاصوات وارقها.




الفصل الثامن



انقضت الليلة كاحلى ما تكون .حامت الاحلام السعيدة في ساء نومهم وفي الصباح سال سرحان :
هل هذه الجنة؟
لانها قبس منها...اجابت زينة.
اخذ همام يضحك بسعادة وفرح اما سند كان غراقا في التفكير عندما سالوه اجاب:
بانه يتذكر برقوق الكتف ورجاله...يتذكر ضربة الدركي التي القته ارضا ..يتذكر اهل الجزيرة وما يصنعه بهم هذا الحاكم الظالم .اعتلى وجوههم شئ من الجد وقال همام بحماس:
غدا نعود الى جزيرتنا لتنتهي كل هذه الماسي .
كيف..كيف يا اخي؟؟حقا راينا في هذه الجزيرة الخير الوفير والعدل والطمانينة والجمال والنظام وكل شئ بديع لكن كيف تتحول جزيرتنا الى هذا الحال كيف ؟
صبرا يا سند ..السنا هنا للمعرفة ؟اكيد اننا سندرك كيف نحصل على القوة اللازمة لذلك.
جرى هذا الحديث وسرحان في صمت وتامل .
وها هو رفيق الامس يقدم.وها هم في مركب جديد بلا حيوان يجره وها هم يذهبون الى اقصى الجزيرة حيث شج الشهداء وجداولها المنسابة من بين جذورها في روعة واصرار.
بالله عليك يا صديقي..بالله عليك..خبرني عن هذا الشجر.
يا صديقي سند انه شجر رائع تجري جذوره الى اعماق ارضنا الطيبة الى حيث الماء العذب تاخذ ما تريد ليصير باسقا مخضرا هكذا وتخرج لنا الماء النمير الذي به نرتوي..انه شجر به اسرار هي اسرار الكون تذكروا انها تستشعر الحب فتزيد.
كيف جلبتموه ومن اين؟
كيف تقولون لو عرفتم ان في ثمرة طعمين طعما لمن يكمن في جوانبه الخير للناس يجده شه المذاق اما الشرير فما ان ياكل من ثمرة حتى يصاب بنوع من الخبل فاذا به يهيم بينهم على وجهه ويهذي بادق اسرار جرائمه واخطائه.
غريب..غريب جدا امر هذه الشجر .زدنا من فضلك معرفة بهذا الشجر العجيب .. قالت زينة وشحذ الجميع الاذان بما فيهم سرحان..
تحدث الرجل قائلا:
في قديم الزمان حكم جزيرتنا رجل ظالم اخذ في قهر الناس واذلالهم .. كان من الجنوب وجنوب الجزيرة قفر يتكون من رمال وصخور..بعكس شمالها حيث ارضها غرين وسطحا مستو ..لذلك كان اهل الشمال في عيشة رغدة يزرعون ..ويقلعون ولديهم الخير الوفير اذ يزرعون القمح والعنب والنخيل بينما اهل الجنوب زرعهم عشب مر شجر السنط العقيم لذلك اخذوا يعدون العدة للغزو على الشمال في غفلة من اهله..كانت المفاجاة تامة فلم يستطع اهل الشمال الوقوف امام حقد الجوع الاسود الذي استشرى في نفوس الجنوبيين واستولوا على الجزيرة كلها وبات اهل الشمال عبيدا يتامرون بامرهم وينتهون بنهيهم .
لم يعجب هذا الحال بعض العلماء فاخذوا يوعون الناس بالظلم الذي حاق بهم ويطالبونهم في الوقوف في وجه هذا الظلم كان ابرز هؤلاء العلماء الشيخ جليل التفوا حوله يدعي فاضل فاضل فما كان من الحكام الجدد الا ان قبضوا عليه وطالبوه بدعوة الناس الى طاعة الحاكم ورجاله عندما رفض اخذوه الى الساحة الواسعة واعدموه امام الجميع..لكن اهل الخير من الجزيرة تجمعوا واخذوا يصلوا من اجل ان يعود هذا الشيخ الجليل الى الحياة وفي يوم تمثل في لاكثر من شخص منهم في الرؤيا..قائلا:
ان من يمت لا يعود لكني لن افارقهم ابدا ساكون شجرة ظليلة طيبة تندفع جذورها الى الارض فتاخذ ما تريد من الماء الزلال وتندفع بالزائد اليكم لتزرعوا وتقلعوا وتعيشوا في هناء وسعادة ..ستكون ثمرها طيبا شهيا للطيبين ويكون وباء يجن الظالمين..ولا تخافوا..ان من يشرب من مائي ويموت في سبيل الناس والحرية سيتحول الى شجرة مثلي وبكثرة تلك الاشجار يكثر الخير في الجزيرة وها هي غابة الشهداء.. تصوروا اننا قتل من عدد هذه الشجرات لبى ان وصلت جزيرتنا الى هذا الحال.
ياه:كم لها من قصة كفاح رائعة يا صديقنا والله انكم لشعب مجاهد عظيم يستحق ان يعيش في كل هذا الخير .. قال همام:
هل لنا ان ناخذ من ثمرة هذه الشجرات يا صاحبي حتى نتمكن من التصرف مع برقوق الكتف واعوانه.
قال سند في رجاء:
لكن الرجل بحكمة وادراك تقدم الى شجرة تفاح رائعة ..قطع منها ثمرة اعطاها لزينة ..قال لها:
كلي من هذه الثمرة..
قضمت زينة قضمة منها فصاحت :
يا الهي ما احلاها من فاكهه..
ضحك الرجل وقال بذكاء:
هل يمكن ان تصف طعمها لنا يا سرحان ..؟
انا لم اكلها يا سيدي..اتني بطعمها اقل لك طعمها.
هنا ادرك الجميع الدرس جيدا..عرفوا ما يقصده وما يريد ان يعلمهم اياه بحكمة وادب .
كيف اذن يا سيدي تغلبتم على ظلم الجنوبيين و جبروتهم؟؟؟
استرسل الرجل يحكي لهم كيف ان بعض الشباب قد فر الى اقصي الجزيرة حيث هذه الشجرة ...شجرة الشيخ الفاضل وكيف انهم بداوا يدرسون الطرق العديدة لقهر الظلم والظالمين.
وكلما زاد ظلم الحاكم كلما زاد عدد الساخطين حتى ان بعض الجنوبيين الفقراء انضموا اليهم لكن بعض جواسيس الحاكم ارشدوا الى اوكارهم فداهمهم الحرس في ليلة على غرة ..واستطاعوا ان يقتلوا منهم عددا ليس بقليل,تحول الى شجرات بجوار شجرة العم فاضل,لكن ذلك اشعل حماس من تبقى ..وزادوا مرة اخرى بزيادة الظلم والقهر..لكنهم كانوا اكثر خبرة واكثر تنظيما في هذه المرة.
كان الحاكم لا يتورع على النيل باي انسان ,كما كان يستبيح لنفسه اي سيده او فتاه اذا راقت له .
اتفقوا على ان يستغلوا هذه الخصلة فيه .. فاتفقوا مع بعض النساء اذا راقت احداهن في نظره ان تاخذ معها بعض ثمرات شجرة الحكمة ولا تجعلهم يقربها الا اذا تم طهي هذه الثمرات واكل منها الجميع .
وفعلا حدث ما تم الاتفاق عليه ,وذهبت فتاة جليلة اظهرت له المرح والسرور ,حتى انه اعتقد في ميلها له لذلك عندما طلبت منه ان يتم طهي هذه الثمرات ,تصور انها بغرض ما فوافق وكان من عادته ان ياكل اولا,ثم يامر بان ياكل الجميع من وراءه ..وما ان اكلوا ومن وراءه حاشيته الا وبدا القصر مارستانا لكم هائل من المجانين ...هنا اعطت الاشارة المتفق عليها مع الثوار فهجموا على القصر,فوضعوا جميع الظالمين في السجن الى ان تم محاكمتهم ..ثم اقسموا على ان يعيش الجميع شماليين كانوا ام جنوبيين بالتعاون والعمل.وحب الخير للجميع,وان يحاسب كل واحد نفسه على ما يفعله قبل ان يحاسبه الاخرين ..لذلك وصلوا الى هذا المستوى الطيب من الحياة الرغدة ,وسميت جزيرتهم بجزيرة الخير:
بقدر سعادة الاولاد, بقدر ما زادت حيرتهم لكن الرجل لم يدعهم في حيرة طويلة,اذ يقول لهم :
اننا ندرك لماذا اتيتم الى هنا منذ البداية , خاصة انكم ذكرتم العادل هذا الرجل العظيم الطيب,الذي قذف به البحر الينا ذات يوم ,فاسعده ما في جزيرتنا ,واستوعب درسنا سريعا ولولا حنينه للولد والوطن لما تركناه ابدا..
ندرك ما تريدون لكنني مكلف من قبل اهل الجزيرة بان اقول لكم وصيه نقولها للبشر جميعا.. عليكم بالشجاعة مع النفس..
الشجاعة مع الناس ..الشجاعة مع مواجهة الظلم والظالمين..اما ما جئتم تبحثون عنه فهو في جزيرتكم وليس هنا.. حتى شجرة العم فاضل..شجرة الشهيد او شجرة الحكمة لو دققتم ستجدونها في ارضكم فقط ابحثوا..وابحثوا جيدا..ابحثوا جيدا.
التفوا جميعا مع بعضهم واخذوا يفكرون فيما يقول بتمعن.
وبدات اذهانهم تتجه صوب جزيرتهم وها هم يتقدمون الى القارب المعد لرحيلهم وعواطف شتى تتجاذبهم .
هذا الحب الدافق لجزيرة الخير واهلها وهوائها وطيرها الطيب والحنين الى الاهل والوطن .

عندما وضعوا اقدامهم على شطح المركب الالي الذي اهداهم اياه اهل الجزيرة .
كان هذا الوداع الرائع فقد تجمع اهل الجزيرة ومن بينهم الرجل الذي عاد معهم من عند المراة ذات اللباس الازرق تجمعوا يودعونه بحرارة وميزوا صوته من بينهم وهو يصيح:
تذكروا يا اخوتي ان اعظم شئ في الوجود هو الرجوع الى الحق بينما تلاه صوت زميلهم في رحلات الجزيرة وهو يقول :
لا تنسواابدا..الشجاعة..الشجاعة.
وها هي السفينة نقطة سمراء في جبين التقاء السفن بمياه البحر.




الفصل التاسع



صنع التقاء الافق مع سطح البحر ستارا تختفي خلفه الجزيرة لكن الطيور الجميلة الطيبة كانت تحلق على رؤوسهم اسرابا متتابعة كانت تصدر تغريدا شجيا كانما تودعهم او كانما تقول لهم:الى اللقاء
وراحت زينة تمسح دمعة من على طبق خدها الوردي بينما تقدم منها سند واخذ يواسيها على الرحيل من هذه الجزيرة الجميلة الطيبة بينما انشغل سرحان وهمام من التاكد من سلامة الشراع الاحتياطيفي حالة ما اذا تعطل المحرك الرهيب الذي يضرب الماء الى الخلف ويدفع المركب الى الامام .
وبينما سند وزينة يستعيدان الذكريات الجميلة ويتطلعان الى المستقبل بامل اذا بصوت همام يداهم الاذن :
تذكروا يا اخوتي اننا على مقربة من جزيرة المراة ذات اللباس الازرق .
حقا..علينا ان نكون على اهبة استعداد لحدوث اي احتمال.قال سند
وبدات زينة تقرا فقرأت من الكتاب فقرات معينة.وما هي الا لحظات الا وبدات ريح عاتية تدفع السفينة بعنف الى اتجاه جانبي بينما الشبان الثلاثة في التحكم في عجلة القيادة عبثا يحاولون واذا بزينة تتقدم من مفتاح تشغيل المحرك وتوقفه صائحة فيهم:
اتركوا عجلة القيادة..اتركوا السفينة تتجه مع الريح .
ماذا فعلت يا مجنونة؟سال همام في استنكار لما بدر من زينة بينما وقع سرحان وسند في حيرة شديدة ودهشة.
فقط دعوني اتصرف هذه المرة .. تعال يا سند اجلس بجوار يد التشغيل ..قف يا همام انت وسرحان بجوار عجلة التوجيه.فقط تذكروا نصيحة رجل الجزيرة الطيب..الشجاعة..الشجاعة.
لم يجد الجميع اي مناص من تنفيذ ما تامر به زينة .
وها هي تصيح باعلى صوتها:
يا سيدتي العظيمة ذات اللباس الازرق نحن قادمون اليك..فقط اوقفي هذه الريح العاتية حتى لا تتحطم سفينتنا.
وها هو صوت المراة ياتي خشنا اجشا هذه المرة.
لا تقاوموا انت لا تدركون قواي .
بل ندرك كم انت عظيمة يا سيدتي نحن اتينا خصيصا لزيارتك.
اجابت زينة وهي تشير الى اخوتها اشارة ذات معنى خاص..وهنا لان صوت المراة ذات اللباس الازرق وبدا صوتها ياتي وادعا حنونها :
اهلا يا احبائي.
اوقفي الريح يا سيدي..
ثوان معدودة وضحكات المراة بدت عالية قوية اذ كانت الريح قد وقفت بدا الجو صحوا طيبا..
وها هي السفينة تتهادي تجاه الجزيرة التي بدت ظاهرة للعيون بوضوح والمراة تقف مهللة على الشاطئ واذا بزينة تصيح:
ادر المحرك يا سند ..ادر عجلة القيادة الى الشرق يا همام ..ساعده يا سرحان.
عندما نفذوا ما قالته سارت السفينة في اتجاهها الصحيح تجاه الجزيرة الخضراء.
وها هو صياح المراة ذات اللباس الازرق ويكاد ان يخرق الاذان وثورتها ليس لها من حاكم.
وها هي زينة تضحك بصوت عال بينما اخوتها في ذهول تام ولا يدرون له تفسيرا..
تجري السفينة ويبتعد الصوت النحاسي ..وزينة تضحك وتقبل الكتاب عندما بعدوا اكثر علا البشر وجوه الشباب وشاركوا زينة الضحك.
تقدم منها سند مداعبا واخذ الكتاب منها وفتحه على صفحة ما واخذ بصوت مرتفع ويقرا بصوت عال:
اذا اوقفت المراة سيطرتها على الريح فلابد لها من زمن لا يقل عن نصف ساعة لتعود لتسخيرها
كم انت زكية يا زينة..قال سند
نعم الاخت يا زينة قال همام.
وظل سند يضحك بصوت عال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nora rock
عـضــــــو جديــــــد
عـضــــــو جديــــــد
nora rock


نقاط الخبرة : 24
نقاط السٌّمعَة : 58
عدد المساهمات : 8
تاريخ الميلاد : 15/08/1997
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
العمر : 27
العمل/الترفيه : school girl
مكان الإقامة : 1
SMS : النص

رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)   رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Emptyالسبت 15 مايو 2010, 8:38 pm

الفصل العاشر


عندما تكرر خروج عبد العال الى الصيد بدون ولده سند..ولما كان درك برقوق الكتف يعدون انفاس الناس ..كما ان كمية الصيد بدت لهم اقل مما كانت راحوا يشمشمون حول الدار يسمعون تنهدات الام الحارة واحلام سمارة عن رؤية اخويها مرة اخرى ودعوات الرجل لابنيه بالسلامة تاكدوا ان الفتى واخوه ليسا بالجزيرة.
وبينما عبد العال الطيب يريح جسده المكدود من عناء النهار وتعبه كانت ايديهم تدق الباب بعنف جعل النوم يهرب من عيونهم .
تحامل الرجل وحمل عمره على كتفه وسار الى الباب ما ان فتحوا الباب حتى دلفوا الى داخل الدار يفتشون كل ركن فيها في حين امسك احدهم بيمناه واخر بيسراه وكانه مجرم اثم اتى من الافعال اشنعها.
صاح كبيرهم:
اين ابنك يا عبد العال؟
........................
صفعه على وجهه احدهم عندما لم يرد,فصاحت سمارة:
حرام عليكم..حرام.
وراحت الام تضرب على راسها بيدها وتدعوا الله ان ياتي بالعواقب سليمة.
الا يكفيكم ان اخوي خرجا الى عرض البحر ولم يعودا..اليس بقلوبكم رحمة..قالت سمارة من بين دموعها..
اتريدين خداعنا يا فتاة ..قال احدهم وضربها على وجهها,فصاحت الام :
لا..بالله عليك.. لا تضربها ..
تقدمت لتحمي ابنتها فضربها هي الاخرى وكبلوهم بالاغلال وجروهم من بين الجموع التي صحت على الجلبة تزمجر في حين اخذ العسكر يفرقونهم بالتهديد تارة والضرب تارة اخرى.
في القلعة السوداء التي اقامها برقوق الكتف على حافة البحر في اقصى الجزيرة والتي يسجن فيها كل من يرى ان يسجنه دون محاكمة,وجد عبد العال جموعا من زملائه ليس بالعدد القليل.
لا يعرف احد لماذا هو في هذا المكان .ولا الى متى؟
فقط اثار التعذيب الشديد تبدوا على اجساد الجميع .
عندما نال التعذيب من جسد عبد العال ما نال سقط الرجل الاشيب فاقد الرشد .
لم يتاثر لذلك رجال برقوق الكتف لكنهم استمروا في تعذيبه بعد ان افاقوه بالماء البارد عندما لم يستطيعوا منه الحصول على اية معلومات نهجوا نهجا اخر.
وها هو سجن النساء يفتح والمنادي ينادي...-سمارة-عبد العال,ثم ينادي على ام سند, ويخبرههم بانهم طلقاء .
خرجت المراة والفتاة الى داريهما ازاحا ما علق بالجدران من عنكبوت,الحزن اصبح رفيقهما الثالث ,فبدا الكلام ثقيلا قليلا.
عندما همت سمارة ان تفتح احد النوافذ لمحت خيالا لراس.
ما ان احست هذه الراس بفتح الشباك حتى جرى صاحبه عندما نظرت سمارة بدقة الى بقية النوافذ رات خيالات عديدة لرجال يحيطون بالمنزل من كل ناحية ادركت انهما ما خرجا من السجن الا لتوضعا في سجن جديد .
تاكدا اهما يريدونهما مصيدة ليعرفوا من يتصل بهما او ليدركوا اي اخبار عن سند وسرحان اذا ما تحدثتا سويا .
همست لامها بما جرى.
كان المنزل خاليا من الزاد والزواد ادركتا انهم لا محالة ستقضيان الليلة تعانيان الام الجوع لكنه رغم ان رجال برقوق الكتف يحاصرون المنزل الا ان صرة ضخمة قذفت الى صحن الدار عندما فتحتها سمارة وجدت بها طعاما شهيا اكلتا وحمدتا الله وادركتا انهما ليستا وحدهما ابدا .
في اليوم التالي قررت سمارة الا تنتظر عطفا من احد ها هي تلبس لباس الصيادين وتحمل الشص وتذهب الى حيث قارب ابيها تزيحه الى الماء وتجدف به في عرض البحر وها هي تقذف بالشبكة مرة تنجح واخرى تخيب لكن في النهاية تجلب بضع سمكات تقيم الاود ولو لحين.
عندما راها احد الدركيين على الشاطئ وهو يحصل على حصة الحاكم ضحك وقال:
ها نحن نعيش ونرى فتاة تصيد.
احتقر محصولها فضرب القفة بقدميه ولم ياخذ منها شيئا ..قامت سمارة بالتقاط السمك المتناثر على الارض برضاء وقناعة وحملت القفة عائدة الى الدار ..هناك وجدت والدتها تقبع في احد الاركان وقد اسندت راسها بكفيها عندما سالتها عن دموعها اجابتها بانه لا شئ يا ابنتي لكن لو كان الحال ينطق لادركنا كم تعاني الام من الم ناتج عن فراق الابن والرجل.
كانت سمارة تجدف في عرض البحر ساعية الى الرزق احست بان هناك من يتبعها..كلما زادت ضرباتها .زادت ضرباته وكلما انقصت من ضرباتها انقص من ضرباته حتى عندما اوقفت قاربها اوقف قاربه ..استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وانشغلت عنه باعداد الشبكة للصيد.
ما ان همت بقذف الشبكة الا ووجدت شبكة اخرى تقذف في نفس المكان.
ادركت ان الفعل متعمد ..فصاحت:
ماذا تفعل يا عم..هل ما تفعله هذا من اصول المهنة..؟
رد الاخر بغضب:
بل انت التي لا تدركين ولا تفهمين..منذ متى والفتيات يخرجن للصيد..؟
تعجبت سمارة من ثورة الرجل التي لا تعرف لها داعيا خاصة ان الرجل كان يحرك قاربه سريعا الى ان توازى مع قاربها..قال لها بود غير متوقع:
ابنتي تظاهري بالضيق..ولا تخافي ..انا عمك مبروك زميل والدك فقط عليك ان تتماسكي ولا تبدي اي فرحة او صياح .,فعيون برقوق الكتف حولنا في كل مكان حتى من بين من يصطادون حولنا..زادت كلماته سمارة تعجبا واندهاشا حتى وكان لسانها قد عقد فلم تنطق بكلمة واحدة..حينما اردف الرجل:
وصل اخوتك وهم في غاية الصحة..بشري امك احذري الصوت العالي ساعمل كل جهدي ان ترياهما قريبا.كل الاصدقاء يقربون في ساعة الخلاص لنا ولكل المظلومين بالجزيرة.اسف ان اضعت عليك كثيرا من رزق اليوم ..ساحاول مقابلتك في هذا المكان اذا استدعى الامر.
كانت العبارات تتساقط تباعا من مقلتي الفتاة ومن خلال دموعها ترى نظرة امتنان وتقدير ..لكن كم عانت لتكتم في قلبها صيحة ودت ان ترج الكون كله.
اه..عاد اخواي..قرة العين ومهجة الفؤاد..
في الطريق كانت قدماها تلامسان الارض بخفة وبدا شعرها الطويل الناعم كما جناح كبير ..حننت امها واخذت تقبل وجنتيها ودموعها تنساب وفي اذنها بصوت هامس قالت:
سند وسرحان.. حضرا..
صاحت الام وكادت ان تسقط مغشيا عليها..لولا تحذيرات الفتاة..من ذوي الاذن المنصتة جاهدت الام لتكتم انفعالها..لولا تحذيرات الفتاه وهي تبتسم...:
الحمد لله..الحمد لله..
ثم اخذت تهذي زعلى فمها ابتسامة والدموع تنساب لا يعرف من يراها هل هو الفرح؟ام الحزن؟ ام كلاهما معا؟



الفصل الحادي عشر



فتق سكون الليل صوت استغاثة في اقصى الجزيرة ..خلع الجميع نفسه من النوم كانت الريح تداعب النار الموقده في احد مخازن الاسلحة ها هي جموع تجري صوب الحريق الضخم ورجال برقوق الكتف بدا الذعر علي وجوههم بينما كان اربع اشباح يلبسون لباس الصيادين يتسللون الى حيث بيت عبد العال ..ما ان فتحت سمارة حتى طالعها وجه اشيب ازاحها للداخل ويده على فمها .لكن عندما رات عينيه احست بانها تعرفه.
ما ان دلفا من الباب حتى تبعهم ثلاثة اخرون عندما رفع سند ادوات التخفي من على وجهه..صاحت سمارة بذهول:
اخويا حبيبي.
جرت الام صوبه وقد فتحت يديها وهي تبكي بينما مبروك الصياد يصيح:
ارجوكم..تذكروا..ان الوقت قصير..علينا ان نعود بسرعة..سلم الاولاد على الام والفتاة وادركوا ما جرى لابيهم عندما عادوا الى المخبا الصخري من الطرف البعيد من الجزيرة كانت النار على الطرف الاخر من الجزيرة ما زالت مشتعلة في المخبا..تقدمت زينة من سند الذي بدت عليه علامات الضيق..وضعت يدها على كتفه بحنان..دون ان تساله في ماذا يفكر :
في الغد القريب سيكون كل شئ على ما يرام يا سند.
لكن الطريق ما زال صعبا امامنا يا زينة.
سيكثر الرجال..فان كل من تحدث معهم العم مبروك يقتنع.انضم همام وسرحان اليهما ..قال همام وهو يضحك:
اكيد ان برقوق الكتف يعيش لحظات رعب حقيقية..
لكنهم اكيد سيقومون بزيارات كثيرة في الفجر..قال سند:
لا يهم..سينضم الينا الكثير
قال سرحان الذي سرهم جميعا ان يشتركفي الحديث على غير عادته:
ماذا لو خرجنا لاصطياد عدد من الحراس في كل ليلة.
يا سرحان ..حادثتان كل ليله اذن علينا ان ننتظر دهرا حتى نقضي عليهم جميعا.
اه لو اننا استطعنا ان نجلب معنا شجرة الحكمة..اوه لقد فاتنا الكثير..الم يقل الرجل انها تنبت حيث يدفن الشهداء .
عنم اليس العم العادل بشهيد..
هنا بداوا ينظرون الى بعضهم بعضا..ادركوا ما تريد ان تقوله.
صاح سرحان:
اذن شجرة الحكمة حيث يدفن العم العادل..
نعم يا سرحان..نعم.
عند هذه اللحظة التقطت اذن همام الذي كان في نوبة الحراس..حركة اقدام اتية فشحذ سكينه واستعد لمواجهة الخطر واعطى اشارة ما..فاذا بهم في صمت وكل يد على غمد خنجره لكنهم سمعوا صوتا يهمس:
يا حكيم يا رزاق..يا هادي..يا هادي.
ضحكوا جميعا وقال همام:
تعال يا عم مبروك..
من المضيق عبر الصخور تقدم العم مبروك وخلفه رهط من الصيادين .عرفهم جميعا بالشباب ..كان من بينهم من يعرفونه جيدا..العم منصور مثلا..وكان من بينهم شباب في مثل سنهم جلسوا في دائرة ..حكوا لهم ان الحراس زادوا بدرجة ملحوظة في الجزيرة خاصة حول بيت العم عبد العال.
لكن رباطة جاش الام وسمارة القتهم في حيرة عرفوا ايضا ان من علم بعودتهم من صيادين وفلاحين بعودتهم ياملون خيرا..ويودون المشاركة في اي عمل قائلين ان الروح تهون في سبيل ازاحة كابوس الظلم القابع فوق الصدور هنا خطر لزينة خاطر فتقدمت من العم منصور وسالته:
الا تعرف اين قبر ابي يا عم منصور؟
نعم يا ابنتي اعرفه ..رحمة الله عليه عاش رجلا ومات رجلا..
لقد اظل الله قبره بشجرة دائمة الخضرة تصيب الناظرين بعجب العجاب وهنا لم يستطع سرحان الصبر فصاح:
انها شجرة الحكمة..شجرة الحكمة.
تعجب الرجال من فرط السعادة التي بدت على وجوه الرجال وساله همام ان كان يستطيع الوصول الى تلك الشجرة..فاجابه الرجل انه يمكن رغم انه يوجد حارس دائما بجوارها .

عرض سرحان الذهاب الى هناك لكنهم دعوه للتروي ودراسة الامور وحكوا للرجال عن شجرة الامل التي تخرج من بين جذورها ماءا زلالا وايضا اعلموهم بما يدث لم ياكل من ثمارها من المحبين او الظالمين..




الفصل الثاني عشر


زاد بطش برقوق ورجاله بعد الحريق لكن قتل الحراس لا يتوقف وعبثا يحاول العسس الامساك بخيط..يوصلهم الى الثوار دون جدوى بينما اعداد القادمين تزيد الى المخبا كل يوم .
كلف العم منصور والعم مبروك بجلب اوصاف دقيقة لكل رجال الدرك والحاشية فاتوا بصور دقيقة لهم جميعا.
فاخذت زينة تدرس تفاصيل اشكالهم بدقة وتنظر الى الحاضرين ثم تنادي على احدهم ان يجلس مكانها تنظر في الصورة وتتعامل مع وجهه بادوات المكياج وببراعة الفنان القدير يصير الوجه صورة اخرى من صاحب الصورة ثم يزوده الرجال بمعلومات كافية عن سكنات الشبيه وكل تصرفاته ليستفيد بها وقت اللزوم.
كان سرحان يشبه الى حد كبير طباخ قصر الحاكم كم كانت سعادته عندما اخبروه انه سيقوم باخطر جزء في الخطة وبعد ان عمل في وجهه ما يلزم امروه ان يذهب الى حيث يجلس اصدقاء الطاهي وما ان طالعهم وجهه الا وصاح احدهم:
اهلا بشيخ الطباخين.
وصاح اخر :
اهلا طباخ مولانا.
لكن سرحانلم يستطع الرد بصوته مخافة ان يشعروا بفرق بينه وبين الطباخ فاشار اليه اشارة تدل على الامتنان والشكر وسار الى حيث خلانه عائدا عندما حكى لهم ما كان انشرح صدرهم لذكائه وادركوا مدى قدرة زينة على محاكاة الوجوه(بالمكياج)
كانت جميع الفرق تدرك دورها في اليوم المنشود وها هي مجموعة من رجال الدرك تتقدم لتتولى نوبتها من الحراسة بدلا من جماعة اخرى وما ان سلم الاخرون الاسلحة حتى انقضوا عليهم فشلوا حركتهم بسرعة خارقة فمرت عربة حملتهم وهم مكممون ووضعوا عليهم نبات الحلفا الجاف لتخفيهم.
ثم جاء سرحان فدخل القصر وذهب الى المطبخ كان الطاهي قد انتهى لتوه من اعداد الطعام ..اغلق سرحان الباب خلفه وفي طرفه عين كانت كمامة المخدر على انف الطاهي وما هي الا ثوان قليلة حتى يسقط الطاهي على الارض فاقدا الوعي وبسرعة جرده سرحان من ملابسه وجره الى مكان خفي بالمطبخ ووقف امام الموقد يصف بشفتيه ويسحق كمية وفيرة من شجرة الامل وبينما كان يرشها على وجه الاطعمه الشهية..اذ بطرق على الباب تباطأ سرحان الى ان اتم رش المسحوق على كل الطعام بدقة وعناية..بينما تقدم الاندل ليحملوا الاطباق في صف واحد وبحرص يضعونها على البساط الموجود في بهو القصر..كانت رائحة الفراخ المشوية افخاذ البقر والكبد المتبل تشيع في جو القصر شذا طيبا محببا للفقراء..راح سرحان يبتلع ريقه واوشك ان يهجم عليها الا انه تماسك متذكرا المهمة التي جاء من اجلها اتموا اعداد السفرة وعزفت الموسيقى ووقف الخدم والحشم في صف بامتثال وخشوع وعينا سرحان ترقب برقوق الكتف وهو يتقدم من الطعام الشهي ومن وراءه الحاشية لحظات وانهمكوا في الطعام والشراب وهم يسامرون ويضحكون ..بينما كان هناك اناس يشبهون من ياكلون تماما سمح لهم حراس القصر بالدخول وتصادف ان حان من برقوق الكتف نظره الى الخدم والحشم فلاحظ ان الطباخ ليس بموجود وكان سرحان قد اخذ الموقع المكلف به من زملائه..هنا صاح برقوق وكانه اصيب بمس من الجنون:
كيف يتاخر هذا الخسيس ان يتاخر عن طابور الواجب ؟احضروه حالا.
ادرك الحراس الخصوصيون ما يريد بحثوا جميعا بسرعة وصلوا الى المكمن القصي الذي ربض فيه سرحان قبضوا عليه وهم يقولون:
لماذا تاخرت عن طابور الخدم يا زبدة ؟
لم يرد سرحان عندما تقدموا قائلين :
ها هو يا مولاي.صاح وبين قطعة من اللحم يلوكها:
قدم الاعتذارات اللازمة يا كلب.
ضحك الجميع من منظر سرحان الذي بدا وقد اسقط في يده فلم بقم باي حركة تنم عن اعتذار هنا جن جنون برقوق الكتف وصاح بصوت جهوري:
كيف تتجرا ايها الخادم الحقير.
زاد ارتباك سرحان بينما الجميع ينظرون الىه وهم في ذهول اذ كانوا يعرفون مدى قدرة زبدة على تهدئة برقوق مهما كانت ثورته.
صاح احدهم:
اخاله ليس بزبده يا مولاي...
دقق الجميع النظر في سرحان .بدات الريبة تجتاحهم وبدات اسنان برقوق تصتك ومفاصله ترتجف صاح بشعور من يحس بالخطر القادم:
اقتلوه..اقتلوه لكن سرحان وقبل ان يمسك به الحراس كان قد التقط خنجرا وصوبه ناحية برقوق الكتف قائلا :
خذ ايها الظالم الجبان.
اصاب الخنجر المقذوف كتف برقوق الكتف بينما هجم الحراس على سرحان بوحشية اصابوه بعدة طعنات قاتلة..وبينما كان يتهاى ببطء الى الارض نظر الى برقوق باحتقار قائلا:
ها انا ذا اموت مطمئنا ..بعد ان ارحت الجزيرة منك ايها الحاكم الظالم
بدا الذعر واضحا على وجه برقوق الذي اخذ يتطلع الى وجوه الحاشية في تساؤل بينما استرسل سرحان:
لقد وضعت في احشائك ما سيجعلك عبرة انت وحاشيتك لمن يعتبر .
ثم سقط على الارض ووجهه يشع بالرضا والسرور .
في هذه اللحظة كان الرجال والشباب قد اقتحموا القصر واشتبكوا مع بقايا الحراس في معركة رهيبة وبعد ان انتهوا منهم تركوهم بين قتيل وجريح تقدموا الى بهو الاستقبال الفسيح فاذا بجمع من الرجال حول الحاكم يتضاحكون ويبكون بلا نظام ولا داعي امسكوا بهم ووضعوهم في اقفاص كالقرود ولمحت زينة جثمان سرحان فاجهشت بالبكاء تقدم منها سند وهمام يرتبون على كتفها قال همام:
لا تبك يا زينة ..نحن لا نبكي على الشهداء .
وقال سند:
فليدفن بجوار قبر العادل فهو احقنا ان يكون شجرة امل وحكمة ..وها هو عبد العال الطيب بعد ان خرج مع كل من خرجوا من سجون الحاكم الظالم يحمد الله ويشكره ويدعوا لولده بالرحمة.رغم دموع عيون الاب والام.
حينما كانوا يفتحون مخازن الغلال لتوزع بالعدل على كل اهل الجزيرة كانت اسراب الطيور الطيبة تاتي مغردة مرفرفة على اكتاف الناس الذين خرجوا جميعا ليروا برقوق ورجاله في اقفاص ياتون بحركات تشبه حركات القرود والناس تضحك في سرور ومرح..

مجهود شخصي وغير منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Done
عـضــــــو مبتــــدئ
عـضــــــو مبتــــدئ
Done


نقاط الخبرة : 35
نقاط السٌّمعَة : 53
عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 06/04/2010
العمل/الترفيه : كونكر التهيس
مكان الإقامة : 1
SMS : النص

رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)   رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Emptyالأحد 16 مايو 2010, 1:09 pm

مشكور اختي مجهود جامد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Done
عـضــــــو مبتــــدئ
عـضــــــو مبتــــدئ
Done


نقاط الخبرة : 35
نقاط السٌّمعَة : 53
عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 06/04/2010
العمل/الترفيه : كونكر التهيس
مكان الإقامة : 1
SMS : النص

رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)   رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Emptyالأحد 16 مايو 2010, 1:10 pm

تم نفييم السمعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nora rock
عـضــــــو جديــــــد
عـضــــــو جديــــــد
nora rock


نقاط الخبرة : 24
نقاط السٌّمعَة : 58
عدد المساهمات : 8
تاريخ الميلاد : 15/08/1997
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
العمر : 27
العمل/الترفيه : school girl
مكان الإقامة : 1
SMS : النص

رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)   رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Emptyالجمعة 21 مايو 2010, 12:20 pm

شكرا على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Shooter
عـضــــــو نشــــــيط
عـضــــــو نشــــــيط
Shooter


نقاط الخبرة : 3375
نقاط السٌّمعَة : 463
عدد المساهمات : 1498
تاريخ الميلاد : 01/01/1990
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
العمر : 34
العمل/الترفيه : كونكر التهيس
مكان الإقامة : 2
المزاج : رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) 3310
SMS : دلوني على قلب .. يحب ما يخون .. وعلى عين .. تشوف واحد .. ما بــين مليون

رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)   رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Emptyالجمعة 21 مايو 2010, 11:09 pm

مشكور اختي و سيتم التقيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اصعب.حب
عـضــــــو مبتــــدئ
عـضــــــو مبتــــدئ
اصعب.حب


نقاط الخبرة : 21
نقاط السٌّمعَة : 52
عدد المساهمات : 16
تاريخ الميلاد : 10/10/1993
تاريخ التسجيل : 25/06/2010
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالب
مكان الإقامة : 1
المزاج : رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) 2111
SMS : النص

رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)   رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله) Emptyالأحد 27 يونيو 2010, 1:46 am

الصراحه كلام جميل تسلم ايدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية برقوق والشجعان من تاليف الاديب وجيه عبد الهادي(رحمه الله)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ماجوابك إذا قيل لك ( اتق الله ) ؟؟؟
» الله اكبر
» الله فوق المعتدي
» أسد أبو قرون سبحان الله
» هل قلبك ممتلىء بحب الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم 24 :: المنتدى الإجتماعي العام :: مملكة الأدب و الخواطر-
انتقل الى:  

هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل ..... و يسعدنا كثيرا إنضمامك لنا .......... للتسجيل إضغط هـنـا

منتديات السندباد

↑ Grab this Headline Animator


مــلحوظة : جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى
Powered by phpBB2 and ahlamontada CMPS
Copyright © 2010 - 2011 Sandbad . All rights reserved
.For best browsing ever, use Firefox