العمر لحظه..دموع انجوليه فى قاهره المعز

ما بين لحظة تبدأ فيها قصة حب, و لحظة أخرى تنتهي فيها ذات القصة
التي بنت فصولها الدموع و الدماء و الأفراح و الأتراح, تؤكد لنا الحياة من
جديد أن الفراق هو الشئ الثابت و الوحيد في كل قصة حب عرفها الانسان منذ
آدم و حواء حتى عمر و سلمى أو حتى نور و مهند, المهم في كل القصص هو ما
يبقى منها في النهاية, و الأهم أن يخرج الأبطال بذات الاحترام الذي يحملونه
لأنفسهم و لأحبائهم من هذا المشوار, فاذا كانت النهاية قدراً محتوماً, و
اذا كان ابن آدم مفارق مهما عمل و فعل و تمدد في دنياه, فكلي سعادة أن تصل
علاقة الأهلي بلاعبه الأنجولي الأشهر جيلبرتو الى محطة النهاية بذات
المضامين التي تحدثت عنها في صدر هذا الموضوع, ليس مهماً أن نتحدث عن لقطة
البداية و التي أبدع فيها جلبرتو برداء ناديه الأنجولي الأشهر بيترو
أتليتكو باستاد القاهرة, و ليس مهماً أيضاً أن نؤكد على أن الأهلي لم يتمسك
بلاعبه الذهبي بالشكل الأفضل, و لا حتى أن يقول أحدهم أن رحيل جيلبرتو عن
الأهلي تأخر عاماً كاملاً بعد رحيل والده الروحي مانويل جوزيه أو ظله في
الملعب و الحياة أمادو فلافيو, المهم أن الأهلي و جيلبرتو قد وصلا الى محطة
النهاية في علاقتهما المركبة و المتشعبة بهذا القدر من الاحترام و الحب
الذي كان انهمار الدموع فيه صادقاً و مقنعاً للدرجة التي أبكى فيها هذا
المشهد كافة جماهير كرة القدم المصرية بمختلف انتماءاتها ..!

الجميل
في مغامرة الأهلي الأنجولية أننا أدركنا ما يمثله الكيان الأحمر في أدغال
أفريقيا, فعندما تعاقد الأهلي مع جيلبرتو و افيلينو شعرت أن العاصمة
الأنجولية بأكملها قد رقصت من أجل هذه الصفقة, و لعلها الصفقة الوحيدة
التي حضر للأهلي لحظة ابرامها و توقيع عقودها سفير دولة أنجولا بالقاهرة
بالاضافة الى رئيس اتحاد الكرة الأنجولي, كان الجميع في سعادة غامرة و هم
يؤكدون أن تعاقد الأهلي مع الثنائي الأنجولي سيفتح صفحة جديدة للكرة
الأنجولية في القارة السمراء, صفحة توجتها أنجولا بالصعود الى نهائيات كأس
العالم 2006 بألمانيا, و هو الحضور الذي ساهم فيه الفهد الأنجولي الأسمر
بالعديد من المشاركات و الأهداف المؤثرة, كان الجميل أن يبحر جوزيه بلاعبيه
الأنجوليين في قلعة الجزيرة دون النظر الى تشكيك الآخرين في هذه الصفقة,
لم يلتفتوا لعمولات جوزيه و ضعف مستوى افيلينو و عدم تأثير جيلبرتو
باعتباره مدافعاً, و نسي الجميع أن كرة القدم لعبة جماعية, و تجاهلوا
جميعاً في "جليطة" واضحة رقصة لواندا و باقي مدن أنجولا بهذا التعاقد ..!

لم
يستغرق جيلبرتو كثيراً ليثبت للجميع هنا أنه الصفقة الافريقية الأكثر
ربحاً للأهلي, فقد توقعت لوهلة أن الأهلي لن يجد محترفاً أفريقياً أفضل من
الغاني أحمد فيليكس, لكن الزمان قد جاد علينا بلاعب آخر أكثر انتماءاً و
حباً للأهلي مثل جيلبرتو, فاذا كان فيليكس قد لعب للأهلي ستة مواسم رحل في
نهايتها بشئ فيه بعض من سوء التفاهم مع مسئولي الأهلي, فقد أعطى
جيلبرتو ثمانية سنوات من التألق و الوفاء و الانتماء للقلعة التي أخذت أجمل
سنوات عمره و عاش فيها أجمل لحظاته مع كرة القدم, حتى أنه عندما نوى
للرحيل في صيف 2007 الى تركيا بعد تحصله على عرض مغري للعب بأحد أنديتها,
تنازل عن العرض المغري و فضل تجديد التعاقد مع الأهلي بمقابل مادي أقل بعد
ما لمسه من تمسك أهلاوي بتواجده في نادي القرن, و هو التمسك الذي احتاجه
جيلبرتو العام الماضي و لكن القيادة الفنية في الأهلي وقتها كانت دون مستوى
طموح الفتى الأنجولي الذي فضل الرحيل بهدوء كما قضى سنواته الثمانية هنا
في هدوء أيضاً, و قد كان مشهد دمعاته الساخنة في لقطة النهاية علقماً على
محبي الأهلي و أنصاره, علقماً قضى على حلاوة كل الصفقات التي أتمها الأهلي
هذا الصيف ..!

لن
نتحدث عن خطورة أن يلعب الأهلي كل مسابقاته هذا العام بظهير أيسر واحد
فقط, لن نتحدث عن تخاذل البعض داخل النادي الأهلي الذين "ما صدّقوا" تقدم
اللاعب بطلب الرحيل حتى وافقوا عليه في لمح البصر, و الأكثر اثباتاً لذلك
أننا لم نعرف بعد لمن سيلعب جيلبرتو الموسم المقبل, الشئ الوحيد المؤكد أن
الجيل الذهبي الأحمر قد فقد آخر روائح أفريقيا الطيبة في النادي, و أن
الأنجولي الطيب قد كتب قصة النهاية لحدوتة "جوزيه" داخل الفريق الذي لم يعد
هناك من رائحته سوى أربعة أو خمسة لاعبين أتمنى أن نتأنى كثيراً قبل أن
نودعهم بحفلات مماثلة في القريب العاجل, ستظل في قلب كل أهلاوي مخلص يا
جيلبرتو, تأكد أننا سنتحدث طويلاً مع أطفالنا و سنتحاكى كثيراً مع أصدقائنا
عنك و عن فلافيو و عن جوزيه و عن كل الأيام الجميلة التي قضيتموها في
القاهرة, باختصار .. كانت قصة حب أنجولية مصرية انتهت ف ظروف غامضة جداً
وسط دموع تقاسمها الجميع بالأمس في النادي الأهلي, ستعود للأهلي يوماً ما و
سنرقص معاً في أبوظبي التي أتمنى أن نصعد اليها أكثر من أي وقت مضى حتى
يعرف العالم أجمع هذه الحكاية, جوزيه و فلافيو و جيلبرتو سينتظرون بركات و
أبوتريكة و جمعه و معوض و الصقر و غالي و جدو في أبو ظبي, و أنا واثق أن
لاعبينا لن يدخرون جهداً حتى يلتحقون بهذه البطولة .. و يحضرون هذا اللقاء
أيضاً ..!

» دموع الغربة
» دموع النساء تسبب هبوط الرغبة الجنسية عند الرجال
» قصة جون سينا وصور له وهو في6من العمر